رئيس مجلس “تايترا”: مصنعو قطع الغيار في تايوان يتجاوزون الرسوم الأمريكية ويضعون أنظارهم على مصر كبوابة استراتيجية للأسواق الإفريقية والعربية

في ظل الاضطرابات الجيوسياسية والتحولات المتسارعة في سلاسل الإمداد العالمية، يتحرك قطاع قطع غيار السيارات في تايوان نحو تنويع أسواقه وخفض اعتماده على السوق الأمريكية، التي تواجه فيها الشركات التايوانية تحديات جمة، أبرزها الرسوم الجمركية المرتفعة. وبينما يتأهب المصنعون لمستقبل أكثر انفتاحًا وتكاملًا عالميًا، برزت مصر كأحد أبرز الوجهات التي تحظى باهتمام استراتيجي متزايد من قبل تايوان.
وفي تصريحات حصرية لـ Egyptautomotive على هامش “معارض التنقل الشامل 360°” في تايبيه، أكد السيد جيمس سي. إف. هوانغ، رئيس مجلس تنمية التجارة الخارجية التايواني (TAITRA)، أن مصر مرشحة لأن تكون مركزًا محوريًا لتايوان في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وأضاف: “نتطلع إلى شراكة أوثق مع نظرائنا المصريين، فمصر مؤهلة للعب دور الجسر الإقليمي المهم نحو القارتين”.
مصر نقطة ارتكاز للتوسع الإقليمي
ولفت هوانغ، الذي زار مصر مرتين في السنوات الأخيرة، إلى وجود قاعدة صناعية قائمة تشمل شركات تصنيع المعدات الأصلية (OEMs) الأوروبية، بالإضافة إلى حضور قوي لشركات عالمية مثل هيونداي. وأوضح أن اهتمام السوق المصرية المتزايد بالمركبات الكهربائية يمنح تايوان فرصة واعدة لدخول السوق من بوابة الابتكار والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن شركات مثل فوكسكون، عملاق التصنيع التايواني، “مهتمة جدًا بالسوق المصرية”، في إشارة إلى إمكانات التعاون في قطاع المركبات الكهربائية، حيث تسعى فوكسكون بالفعل لتوسيع استثماراتها العالمية بما في ذلك مشروعها المشترك في السعودية.
الرسوم الأمريكية تدفع نحو التنويع
ورغم أن الولايات المتحدة لا تزال السوق الأكبر لقطع غيار السيارات التايوانية – حيث كانت تستحوذ على نحو 50% من الصادرات – فإن الرسوم الجمركية المفروضة بنسبة 25% على تلك المنتجات دفعت المصنعين التايوانيين إلى إعادة النظر في خريطة أسواقهم.
وأوضح هوانغ: “الوضع يتسم ببعض الغموض، ولسنا متأكدين تمامًا من مستقبل السياسات”، مشيرًا إلى أن التحولات الجيوسياسية وسعي واشنطن لتعزيز سلاسل الإمداد المحلية سرّعا من وتيرة التوطين في السوق الأمريكية والمكسيكية، حيث بدأت شركات تايوانية فعلًا بنقل عمليات تصنيع إلى هناك.
أوروبا وأمريكا الجنوبية على الخريطة
وبينما تتسع خارطة التوسع التايوانية، يُشجع مجلس “تايترا” المصنعين على النظر إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، جنوب شرق آسيا، واليابان، بالإضافة إلى بريطانيا التي وصفها هوانغ بـ”الوجهة الرئيسية” للشراكات مع OEMs مثل جاكوار لاند روفر.
كما أشار إلى اهتمام خاص بأمريكا الجنوبية، خصوصًا البرازيل، مستفيدين من الجالية التايوانية هناك والكوادر ثنائية اللغة التي تعزز قدرة تايوان على سد احتياجات السوق.
تايوان والتحول الكهربائي: من الفرصة الضائعة إلى الريادة الجديدة
في تقييمه لموقع تايوان في الثورة الكهربائية، أقر هوانغ بأن بلاده لم تلحق بركب تصنيع مركبات محركات الاحتراق الداخلي، لكنه شدد على أن المستقبل في المركبات الكهربائية، وهي ساحة تمتلك فيها تايوان نقاط قوة واضحة.
وقال: “نحن جيدون في إلكترونيات السيارات والبرمجيات”، مضيفًا أن تايوان مؤهلة لتكون لاعبًا أساسيًا في تكامل الأنظمة الذكية، مشيرًا إلى أن شركات مثل بيجاترون ودلتا باتت ركيزة في سلسلة توريد المركبات الكهربائية عالميًا.
بوابة مصر إلى أفريقيا
واختتم هوانغ بالتأكيد على أن مصر يمكن أن تكون شريكًا مثاليًا لتايوان في الوصول إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط، خاصة مع جهود الدولة في تطوير قطاع السيارات والتحول نحو الطاقة النظيفة.
تسعى الشركات التايوانية ليس فقط إلى تجاوز التحديات، بل إلى توسيع حضورها عالميًا عبر بوابات استراتيجية جديدة، وتبدو مصر من أبرز هذه البوابات