توقف مفاوضات الدمج بين نيسان وهوندا.. وحليف جديد على الساحة

بعد الخلاف حول صيغة الصفقة

بعد قرابة ثلاثة أشهر من المفاوضات بشأن الاندماج بين صانعتي السيارات اليابانيتين نيسان وهوندا؛ باءت المناقشات بالفشل. حيث أعلنت نيسان، في بيانٍ لها اليوم، أن الشركتين خلصتا إلى أنه من الأفضل “وقف المناقشات”.

تحالف نيسان وهوندا لمواجهة العملاق الصيني بي واي دي

وكانت نيسان قد واجهت أزمة بعد تقليص حليفتها السابقة رينو حصتها من الأسهم إلى 15% في بداية 2023. وفي ديسمبر الماضي أعلنتا نيسان وهوندا أنهما ستبدآن محادثات خلال الأشهر الستة التالية بشأن اندماج محتمل، في صفقة من شأنها أن تمنحهما المزيد من القوة للتنافس مع المنافسة المتزايدة من شركات صناعة السيارات الصينية مثل BYD.

وكان الدافع وراء الصفقة هو حاجة نيسان إلى توحيد مواردها لتظل قادرة على المنافسة مع تحول الصناعة إلى السيارات الكهربائية. وخلال المناقشات، تم النظر في خيارات مختلفة فيما يتعلق بهيكل تكامل الأعمال، بحسب بيان الشركة. إلا أن هوندا اقترحت تغيير هيكل الاندماج المزمع من شركة قابضة مشتركة، كما تم الاتفاق عليه في البداية، إلى صفقة مع هوندا باعتبارها الشركة الأم ونيسان التابعة لها من خلال تبادل الأسهم.

الأمر الذي أدى، بعد بضعة أسابيع فقط من بدء المحادثات، إلى توقف المفاوضات. حيث أضاف البيان أن الشركتين خلصتا في النهاية إلى أنه من الأفضل “وقف المناقشات”.

بدء مفاوضات مع فوكسكون التايوانية

وتواجه نيسان موقفا صعبا بعد انهيار محادثات الاندماج مع شركة هوندا البالغ قيمتها 60 مليار دولار. وتتجه حالياً إلى دراسة البدائل. والتي كشفت عنها لوسيندا جوثري، رئيسة “Mergermarket”، أمس الأربعاء، بقولها إن شركة صناعة السيارات اليابانية – نيسان – ستبحث عن شركة جديدة للدخول في شراكة معها.

وأضافت: “مع تقدم التكنولوجيا، قد يحتاج اللاعبون إلى التفكير في المزيد من الخطوات نحو تصنيع روبوتات على عجلات بدلا من مركبات محركات الاحتراق، ومن الممكن أن تصبح شركات التكنولوجيا الكبرى ومصنعي المكونات الإلكترونية، مثل فوكسكون، شركاء حاسمين”.

ومن جانبها أكدت شركة صناعة الإلكترونيات التايوانية، فوكسكون المعروفة بأنها المورد الرئيسي لشركة أبل، أنها مهتمة بالتحدث مع نيسان بشأن العمل معا، حسبما صرح رئيسها يونج ليو للصحفيين يوم الأربعاء. وأضاف رئيس مجلس إدارة الشركة أن فوكسكون ليست مهتمة بالاستحواذ على شركة صناعة السيارات. وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

التحالف الثلاثي

جدير بالذكر أن نيسان كانت قد دخلت في التحالف مع رينو الفرنسية منذ عام 1999. قبل أن يتفق الطرفان في يناير 2023 على إعادة هيكلة شراكتهما، لتقوم الشركة الفرنسية بتقليص حصتها في شركة صناعة السيارات اليابانية إلى 15%، وهو إنجاز مهم في تعاونهما الطويل.

وطوال هذا الوقت عملت شركات صناعة السيارات جنبًا إلى جنب مع الشريك الأصغر شركة ميتسوبيشي موتورز، فيما اشتهر بالتحالف الثلاثي. وقد سمح لهم التحالف بتقاسم الإنتاج والتكنولوجيا وتوفير مليارات الدولارات سنويا في نهاية المطاف. لكن التحالف انهار بعد السقوط المذهل لرئيسه السابق كارلوس غصن في عام 2018.

وحققت نيسان بعض النجاح من خلال عروض السيارات الكهربائية التي تقدمها، مثل نيسان ليف، وهي أحد الأصول التي طرحتها على الطاولة في مناقشات الاندماج. حيث أن تكاليف تطوير السيارات الكهربائية خلقت حافزا قويا لشركات صناعة السيارات لاستكشاف عمليات الاندماج كوسيلة لتقاسم العبء المالي، وفقا للمحللين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى