الوسائد الهوائية.. أداة أمان ضرورية أم خطر خفي يهدد السائقين؟

تعتبر الوسائد الهوائية من أهم تقنيات السلامة في السيارات الحديثة، حيث تُعتمد كوسيلة لحماية الركاب والسائقين من الإصابات في الحوادث، ولكن هل تمثل الوسائد الهوائية حماية حقيقية أم أنها تحمل معها مخاطر خفية قد تهدد حياة السائقين والركاب؟، فيما يتجدد الجدل حول الوسائد الهوائية في الأوساط المختصة، بين مؤيد يراها ضرورة للأمان، ومعارض يحذر من المخاطر التي قد تسببها في ظروف معينة.

كيفية عمل الوسائد الهوائية؟

تعمل الوسائد الهوائية من خلال نظام حساس يتضمن مستشعرات متطورة موزعة في أنحاء السيارة، وتقوم هذه المستشعرات برصد أي تصادم وتوجيه إشارات إلى كمبيوتر السيارة لتفعيل الوسائد الهوائية فوراً. خلال أجزاء من الثانية، تنتفخ الوسائد الهوائية لحماية الركاب من الصدمات دون تدخل السائق، وبفضل هذه التقنية، يمكن أن تقلل الوسائد الهوائية من خطورة الإصابات الناتجة عن الحوادث الشديدة.

الجدل حول أمان الوسائد الهوائية

تتفاوت الآراء حول أمان الوسائد الهوائية، بسبب بعض الحالات التي تفتح فيها دون الحاجة، أو حالات أخرى تتعرض فيها السيارة لحادث قوي دون أن تتفاعل الوسائد، ويقول الخبراء إن حوادث الاصطدام عند السرعات المنخفضة تصل لحوالي 14 كيلومترًا في الساعة، وقد لا تستدعي تفعيل الوسائد الهوائية، ويكون حزام الأمان كافياً لحماية الركاب، هذا يثير تساؤلات حول جدوى الوسائد الهوائية في حالات الحوادث البسيطة.

من جانبه، قال مصطفى السيد، مهندس صيانة سيارات، في تصريح خاص لـ«إيجيبت أوتوموتيف»، أن الوسائد الهوائية توفر حماية كبيرة في الحوادث العنيفة، لكنها قد تصبح مصدرًا للخطر في بعض الحالات، وأشار السيد إلى أن هناك حوادث بسيطة تُفتح فيها الوسائد بشكل غير مبرر، مما قد يُلحق ضررًا بالركاب بدلاً من حمايتهم، وأضاف أن الوسائد الهوائية لا تتفاعل دائمًا في جميع الحوادث الكبيرة، مما قد يثير قلق السائقين بشأن فعاليتها.

وأكد السيد على ضرورة صيانة نظام الوسائد الهوائية وأجهزة الاستشعار بانتظام، مشددًا على أهمية اختبار جاهزية الوسائد بشكل دوري، وأوضح أن الإهمال في صيانة هذه الأنظمة قد يؤدي إلى تفاعلات خاطئة أو تأخير في استجابة الوسائد أثناء الحوادث، وهو ما يمكن أن يزيد من خطورة الحادث على الركاب.

نصائح لضمان سلامة الوسائد الهوائية

ينصح الخبراء بتوخي الحذر عند استخدام الوسائد الهوائية، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين قد يتعرضون لإصابات في حال جلوسهم بالمقاعد الأمامية، كذلك، يوصى بإجراء فحوصات دورية لنظام الوسائد الهوائية وأجهزة الاستشعار الخاصة بها وكمبيوتر السيارة لضمان عملها بشكل صحيح، وأكد السيد على أهمية هذه الفحوصات كوسيلة لتعزيز أمان السائقين وتقليل احتمالات المخاطر التي قد تنجم عن وسائد هوائية معطلة.

هل الوسائد الهوائية أداة أمان أم خطر خفي؟

على الرغم من الانتقادات، لا تزال الوسائد الهوائية إحدى أهم وسائل الأمان التي توفر حماية للركاب في حال وقوع الحوادث، وبينما يرى البعض أن هذه التقنية تحمل مخاطر في بعض الحالات، يظل الحرص على صيانتها والتأكد من جاهزيتها الوسيلة الأمثل لضمان أمان الركاب وتجنب أي خطر خفي قد يهدد السائقين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى