10 مصانع لإنتاج السيارات مهددة بالإغلاق في ألمانيا.. تعرف عليها
يبدو أن أزمة مجموعة فولكس فاجن لازالت قيد التطورات، ولم يعد من المستبعد إغلاق مصانع إنتاج السيارات الخاصة بها بأكملها. وفي المفاوضات أجريت من قبل حول الاتفاقية الجماعية للأجور مع نقابة “آي جي ميتال”، طالبت شركة فولكس فاجن أيضا بخفض الأجور بمعدل ثابت بنسبة 10%.
وأوضحت التقارير أن مجموعة فولكس فاجن الألمانية للسيارات قد تضطر إلى إغلاق بعض مصانعها في ألمانيا. لأول مرة. حيث أعلنت رئيسة مجلس العاملين في المجموعة، دانييلا كافالو مؤخرا أن ثلاثة مواقع على الأقل تخضع حاليًا للتقييم. ووفقا لما ذكرته ” د ب أ”.
وذكرت صحيفة “هاندلسبلات” الاقتصادية الألمانية، فإن فولكس فاجن نظرت تحديدا في إغلاق مصانعها في مدن إمدن وأوسنابروك ودريسدن، لكن الصحيفة ذكرت أن أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا لم تتخذ قرارا بعد في هذا الصدد.
وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق من فولكس فاجن بخصوص هذه الخطط. وأفادت كافالو بأن هذه الخطط قد تسري على كل مصنع، وقالت محذرة:” لا يوجد أي مصنع في مأمن”.
مصانع إنتاج السيارات العشرة المهددة بالإغلاق
واستعرضت الصحيفة الاقتصادية الألمانية في تقريرها الوضع الحالي للمصانع العشرة التابعة لفولكس فاجن في ألمانيا حتى الآن، وهي مصنع ” إمدن، أوسنابروك، دريسدن، فولفسبورج، هانوفر، تسفيكاو، براونشفايج، زالتسجيتر، وكمنيتس”
المصنع الأول “إمدن”: على مدار 50 عامًا، ظل مصنع فولكس فاجن في مدينة إمدن شمال غرب ألمانيا مرتبطا بالدرجة الأولى بطراز واحد هو باسات، الذي بدأ إنتاجه عام 1974، وقبل ذلك بعشر سنوات، افتتحت فولكس فاجن هذا الموقع لأسباب جاء في طليعتها قربه من ميناء المدينة. وفي الوقت الراهن، تم تحويل المصنع الذي يعمل به اليوم 8600 شخص، ليصبح مخصصًا فقط للسيارات الكهربائية؛ وكانت فولكس فاجن استثمرت لهذا الغرض أكثر من مليار يورو منذ عام 2020.
وبدلًا من إنتاج طراز باسات، صار المصنع ينتج الآن طرازي “آي دي.4″ و”آي دي.7”. ونظرًا لضعف الطلب على السيارات الكهربائية، توقفت خطوط الإنتاج في المصنع لبعض الوقت. وذكرت صحيفة “هاندلسبلات” أن الوفر المالي المحتمل في حال إغلاق هذا المصنع سيصل إلى 600 مليون يورو سنويا وفقا لتقديرات فولكس فاجن.
المصنع الثاني “أوسنابروك”: بعد إفلاس الشركة المصنعة السابقة للسيارات المكشوفة “كارمان” عام 2009، انتقلت ملكية الموقع إلى فولكس فاجن. ومرة أخرى، أصبح المصنع الذي يعمل به حوالي 2300 شخص، يواجه مستقبلًا غير آمن، وينتج المصنع حاليا في المقام الأول سيارات مثل “بوكستر” و”كايمان” لصالح شركة بورشه شقيقة فولكس فاجن في المجموعة التي تحمل اسم الأخيرة، وذلك إلى جانب إنتاج الموديل “تي-روك كابريو”. غير أنه في بداية أكتوبر الماضي، ألغت بورشه الطلبية اللاحقة من السيارات الرياضية الكهربائية التي كان يأمل مصنع أوسنابروك (تقع أيضا شمال غرب ألمانيا) في الحصول عليها.
وتحذر نقابة عمال المعادن في ألمانيا “آي جي ميتال” من أنه عندما يتوقف إنتاج موديل “تي-روك كابريو”، وطرازي بورشه اللذين يعملان بمحركات احتراق (بوكستر وكايمان) في أوائل عام 2026، سيبقى المصنع بدون طراز جديد. وذكرت صحيفة “هاندلسبلات” أن الوفر المالي المحتمل في حال إغلاق هذا المصنع سيصل إلى 130 مليون يورو سنويا وفقا لتقديرات فولكس فاجن.
المصنع الثالث “دريسدن”: يعد مصنع فولكس فاجن في مدينة دريسدن شرقي ألمانيا هو أحدث وأصغر مواقع الشركة، ويُطْلَق عليه اسم “المصنع الزجاجي”. تأسس المصنع عام 2001 لإنتاج طراز الفئة الفاخرة “فايتون” وكان مشروعًا رياديًا للرئيس التنفيذي للشركة آنذاك، فرديناند بيش، لكن في عام 2016، قررت فولكس فاجن إيقاف الإنتاج بسبب تراجع المبيعات. ومنذ ذلك الحين، يسعى المصنع الذي يعمل به 340 شخصا، لإيجاد وجهة جديدة. ومنذ بداية عام 2021، يتم تجميع طراز”آي دي.3″ في هذا المصنع بكميات محدودة.
وتفكر فولكس فاجن الآن بشكل صريح في إنهاء تصنيع السيارات في دريسدن. وذكرت صحيفة “هاندلسبلات” أن الوفر المالي المحتمل في حال إغلاق هذا المصنع سيصل إلى 60 مليون يورو سنويا وفقا لتقديرات فولكس فاجن.
المصنع الرابع “فولفسبورج”: يُعتبر مصنع فولفسبورج (شمالي ألمانيا)، وهو المصنع الرئيسي لفولكس فاجن الواقع بالقرب من قناة ميتيلاند، هو أكبر مصنع متكامل للسيارات في العالم، إذ يمتد على مساحة 6.5 كيلومتر مربع ويعمل به حوالي 62 ألف شخص، تأسس المصنع في عام 1938 لإنتاج سيارة “كيه دي إف-فاجن”، وأصبحت فيما بعد طراز “الخنفساء” الذي اشتهرت به فولكس فاجن. يجري حاليا في هذا المصنع إنتاج سيارات جولف وتيجوان وتوران.
ووصل معدل إنتاج المصنع في الفترة الأخيرة إلى حوالي 500 ألف سيارة سنويا، وهو ما لا يتجاوز نصف الطاقة الإنتاجية للمصنع. في عام 2023، عادت فولكس فاجن وألغت خطط لإنشاء مصنع آخر للسيارات الكهربائية في فولفسبورج.
المصنع الخامس “هانوفر”: كان مصنع هانوفر في عام 1956 هو الثاني في سلسلة مصانع فولكس فاجن بألمانيا. قبل ذلك بست سنوات، خرجت أولى سيارات النقل طراز “بولي” من خط الإنتاج في مصنع فولفسبورج. ومع مرور الوقت، أصبح لطراز “بولي” موقعه الخاص في هانوفر، وظل “بولي” هو أهم طراز ينتجه مصنع هانوفر حتى انتهاء الجيل السادس منه في منتصف 2024.
وينتج المصنع حاليًا طراز “مولتيفان”، بالإضافة إلى طراز “آي دي. بوز” الكهربائي الخالص الذي تم إطلاقه في 2022. ويعمل في مصنع هانوفر (شمالي ألمانيا) حوالي 14 ألف و700 شخص.
ويجري تقليص عدد العاملين في المصنع منذ عام 2020، لكن دون تسريح حيث توقف المصنع عن شغل الوظائف التي تشغر الأمر الذي أدى إلى تخفيض عدد العاملين بمقدار 3000 شخص، ومن المنتظر أن يتم تخفيض عدد العاملين بمقدار 2000 شخص آخر بحلول عام 2029.
المصنع السادس “تسفيكاو”: قبل 120 عامًا، وضع أوجست هورش (مهندس ألماني عاش في الفترة بين 1868 و1951، ومؤسس شركتي هورش وأودي) في مدينة تسفيكاو شرقي ألمانيا حجر الأساس للعلامة التجارية أودي، وخلال حقبة ألمانيا الشرقية السابقة، كان مصنع تسفيكاو ينتج السيارة الصغيرة “ترابانت”.
بعد إعادة توحيد الألمانيتين، أنشأت فولكس فاجن مصنعًا جديدًا في هذا الموقع. يُعتبر هذا المصنع اليوم، والذي يعمل به نحو 9500 شخص، بمثابة مصنع رائد في مجال التنقل الكهربائي في مجموعة فولكس فاجن، حيث تم تحويل المصنع بالكامل للإنتاج الكهربائي بحلول عام 2020 بتكلفة بلغت حوالي 1.2 مليار يورو، ليصبح الأول من نوعه في المجموعة. وكحال مصنع إمدن، يعاني مصنع تسفيكاو الآن من ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، ما اضطر المصنع إلى شطب ورديات وعدم تجديد عقود الموظفين المؤقتين.
المصنع السابع “كاسل (باوناتال)” : يقع مصنع فولكس فاجن كاسل فعليًا في مدينة باوناتال القريبة وليس في كاسل (المدينتان تقعان في وسط ألمانيا). تأسس هذا الموقع عام 1958 ويُعد اليوم أكبر مصنع للمكونات في مجموعة فولكس فاجن على مستوى العالم، ويعمل به 16 ألف و800 شخص، مما يجعله ثاني أكبر موقع لفولكس فاجن في ألمانيا بعد مصنع فولفسبورج.
ينتج المصنع أنظمة نقل الحركة والعوادم للسيارات التقليدية (التي تعمل بمحركات الاحتراق)، بالإضافة إلى المحركات الكهربائية للطرازات الكهربائية. كما يوجد مسبك خاص في المصنع لتصنيع أجزاء لهياكل وشاسيهات السيارات. ويضم الموقع أيضًا أكبر مستودع لقطع الغيار في أوروبا، والذي يوزع قطع غيار العلامات التجارية فولكس فاجن وأودي وسكودا وسيات على مستوى العالم.
المصنع الثامن “براونشفايج”: تُعتبر مصنع المكونات الحالي في مدينة براونشفايج (وسط شمال ألمانيا) أقدم مصنع لفولكس فاجن على الإطلاق حيث تأسس عام 1938 قبل تأسيس مصنع فولفسبورج. يضم المصنع حاليا 7200 شخص يعملون في إنتاج المحاور وأسطوانات المكابح، وأنظمة التوجيه وغيرها من المكونات. ويتوزع الإنتاج على ثلاثة مواقع في المدينة.
كما يلعب مصنع براونشفايج دورًا مهمًا في مجال التنقل الكهربائي، إذ ينتج منذ عام 2013 أنظمة البطاريات من الخلايا حيث يتم تركيب هذه الأنظمة لاحقًا في السيارات الكهربائية.
المصنع التاسع “زالتسجيتر”: يقع أكبر موقع بناء حالي لمجموعة فولكس فاجن في مدينة زالتسجيتر(وسط شمال ألمانيا) حيث تعتزم فولكس فاجن إنشاء أول مصنع خلايا بطاريات خاص بها وذلك بجانب مصنع المحركات الحالي. من المقرر أن يبدأ الإنتاج في 2025، وأعلنت فولكس فاجن أن مصنع زالتسجيتر سيتحول عندئذ من “مصنع المحركات الرائد إلى مصنع الخلايا الرائد”.
وتعد هذه الخطوة بالنسبة للمصنع الذي يعمل به حاليا حوالي 6350 شخصا، التحول الكبير الثاني، إذ كان المصنع تأسس في عام 1970 لإنتاج طراز جديد من فولكس فاجن، لكن هذا الطراز لم يحقق مبيعات كبيرة، وبعد خمس سنوات، حولت فولكس فاجن المصنع إلى مصنع محركات. في عام 2023، أنتج المصنع أكثر من 800 ألف محرك بنزين وديزل.
المصنع العاشر “كمنيتس”: بدأت فولكس فاجن عملها في مدينة كمنيتس شرقي ألمانيا قبل إعادة توحيد البلاد. منذ عام 1988، كان مصنع الشركة هناك ينتج محركات فولكس فاجن ذات الأربع أشواط لطرازات ألمانيا الشرقية السابقة مثل ترابانت وفارتبورج وباركاس، وذلك بترخيص من الشركة.
تم ترتيب هذا التعاون من قبل الرئيس التنفيذي لفولكس فاجن آنذاك، كارل هان، وهو من مواليد مدينة كمنيتس. بعد الوحدة الألمانية، استحوذت فولكس فاجن على مصنع المحركات. على عكس مصنع تسفيكاو، ما زال الموقع يعتمد كليًا على محركات الاحتراق. في العام الماضي، أنتج عاملو المصنع البالغ عددهم 1800 شخص 690 ألف محرك جميعها مخصصة لسيارات البنزين.