بعد مخاطر الإغلاق في ألمانيا.. هل تعيد فولكس فاجن النظر في خطة الإنتاج بأفريقيا؟

تواجه العديد من شركات صناعة السيارات في أوروبا أزمة اقتصادية؛ ومن أبرز هذه الشركات فولكس فاجن التي كشفت عن أن “توتر الوضع” قد يؤدي إلى اتخاذ الشركة قراراً بإغلاق مصانعها في بلدها الأم ألمانيا. بعد 87 عاماً من نشأة العلامة.

فوفقاً لما ذكره موقع دويتش فيلة الألماني؛ أعلنت الشركة، الاثنين 2 سبتمبر 2024، أنه لم يعد من المستبعد إغلاق مصانع أو تسريح عاملين لأسباب تشغيلية وذلك في إطار برنامج التقشف الخاص بالعلامة الرئيسية للمجموعة.

إغلاق فولكس فاجن لمصانع في بلدها الأم

وجاء إعلان الشركة في أعقاب اجتماع للقيادات التنفيذية. حيث خرج مجلس الإدارة ببيانٍ نص على أن “العلامات التجارية ضمن مجموعة فولكس فاجن يجب أن تخضع لإعادة هيكلة شاملة”. وأضاف البيان: “حتى إغلاق مصانع لإنتاج السيارات ومواقع لإنتاج مكونات لم يعد من الممكن استبعاده في حال عدم اتخاذ إجراءات مضادة سريعة”، نقلاً عن الموقع الألماني.

وفي هذا السياق؛ ذكرت وكالة فرانس برس أنها اطلعت على مذكرةٍ داخلية موجهة للموظفين. ذكر فيها توماس شيفر، الرئيس التنفيذي للشركة، أن: “أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا ظلت ملتزمة تجاه ألمانيا باعتبارها موقعًا تجاريًا ولكن الرياح المعاكسة أصبحت أقوى بكثير”.

وانتهى اجتماع مجلس الإدارة إلى إنهاء العمل بسياسة حماية العمال من التسريح. والتي كان معمولاً بها حتى عام 2029. وهو الأمر الذي أثار انتقاد اتحاد الصناعة الألماني IG Metall والذي عقب على خطة التقشف بوصفها “تهز أسس” شركة صناعة السيارات، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

خطة فولكس فاجن في أفريقيا

وعلى الرغم من هذه الإجراءات التقشفية؛ إلا أن خطة العلامة تهدف للتوسع في أسواق أخرى. وعلى رأسها السوق الأفريقية. فمنذ بداية العام وفولكس فاجن أفريقيا تشير إلى توسعها في الإنتاج المحلي بالقارة. حيث ذكرت مارتينا بيني، رئيسة فولكس واجن أفريقيا، أن المجموعة ستحاكي مسار تجربة النجاح في الصين. مشيرةً إلى خطة لتوسيع منشأة إنتاج كارييجا في كيب الشرقية بجنوب أفريقيا.

وفي مطلع الشهر الماضي، أشارت بيني في حديثٍ لها بمركز مانديلا، باعتبارها رئيس الرابطة الأفريقية لمصنعي السيارات، إلى أن السوق الأفريقية ستشهد بيع ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين سيارة بحلول عام 2035. بينما شهد هذا الحديث إجابة من بيني أوضحت فيها أن “الشركة لن تنقل عملياتها إلى مصر”.

فولكس فاجن تدرس فرص الاستثمار في مصر

توقيع اتفاقية مع شركة فولكس فاجن لإجراء دراسة جدوى لتصنيع السيارات بمنطقة شرق بورسعيد

وعلى الرغم من هذه الإجابة؛ إلا أنه خلال قرابة 12 شهراً الماضية كان لبيني العديد من الزيارات لمصر؛ حيث شاركت في معرض التجارة الأفريقي الذي أقيم في نوفمبر الماضي. كما عقدت لقاءات مع الحكومة المصرية لبحث سبل تعاون العلامة الألمانية في مجمع صناعة السيارات بشرق بورسعيد. والتي انتهت إلى توقيع الشركة لمذكرة تفاهم بهدف إجراء دراسة جدوى للمشروع.

وفي يونيو الماضي؛ انضمت بيني، كممثلة لفولكس فاجن في مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي. والذي شهد إعادة بحث الاتفاق حول مشاركة العلامة في مجمع التصنيع من خلال مصنع لدهانات السيارات. وهو ما علقت عليه بيني لموقع اقتصاد الشرق آنذاك بقولها: “المشروع سيصبح مثيرا للاهتمام إذا كان هناك شركاء آخرون في تصنيع المعدات الأصلية. وإذا أثبت المشروع جدواه، فنأمل في تقديم اتفاقية نهائية بحلول العام القادم، والتي سيتبعها بعد ذلك بناء المصنع”.

زيارة ألمانية رئاسية الأسبوع القادم

ويبدو أن الأيام القادمة قد تشهد المزيد من المباحثات بين الجانبين. حيث عقدت الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، أمس الثلاثاء، مائدة مستديرة لبحث مستقبل الاستثمارات الألمانية في مصر، بحضور حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة. والسفير يورجن شولتز، سفير ألمانيا في القاهرة، وألكسيس بيلو، المستشار الاقتصادي للسفارة الألمانية، والمهندس علاء كمال، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة.

وخلال الاجتماع استعرض جهود تطوير البنية التحتية في مصر من طرق وموانئ وأراضي صناعية. بالإضافة إلى النظم الاستثمارية المتاحة أمام الاستثمارات الأجنبية. إلى جانب ما تقدمه الحكومة المصرية من حزم متنوعة للاستثمار.

ومن جانبه علق السفير يورجن شولتز بأنه يستهدف خلال فترة توليه مهامه الممتدة لأربع سنوات والتي بدأت أغسطس الماضي، تعظيم التعاون الاستثماري بين البلدين. وأعلن ألكسيس بيلو، المستشار الاقتصادي للسفارة، أن وفد من ممثلي كبرى الشركات الألمانية سيصاحب زيارة الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير إلى مصر الأسبوع القادم، في أول زيارة لرئيس ألماني إلى مصر منذ 24 عاماً. مؤكداً اهتمام الجانب الألماني بدعم جهود التنمية في مصر، سواء عبر تقديم التمويل أو ضخ استثمارات جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button