“ منتدى لينكس ” يرسم خارطة طريق لإنتاج 100 ألف سيارة كهربائية محلية سنوياًً
ويقترح حوافز لتشجيع استخدامها
عقد “منتدى لينكس” جلسة دائرة مستديرة بعنوان “خارطة الطريق للإسراع في التحول إلى السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة في مصر”، بمشاركة ممثلين عن الأجهزة الحكومية وشركات القطاع الخاص، ناقشوا خلالها كيفية نشر استخدام السيارات الصديقة للبيئة.
ونظم المنتدى كلاً من شركة لينكس بزنيس ادفايزورس للاستشارات بالاشتراك مع شركة أوبر ومشروعي أعمال مصر Egypt Business وتطوير التجارة وتنمية الصادرات في مصر TRADE الممولين من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث استعرض المنتدى جهود الحكومة في دعم نشر استخدام السيارات الصديقة للبيئة، وفي مقدمتها وزارة التجارة والصناعة التي عرض خطتها المفوض التجاري، بالنيابة عن الوزير، يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجاري، مؤكداً على التزام الحكومة المصرية بتوطين صناعة السيارات الكهربائية بعد اعتماد البرنامج الوطني لدعم صناعة السيارات.
حوافز الحكومة للتحول نحو السيارات الصديقة للبيئة
وأوضح “الواثق بالله” أن الحكومة تعمل على تعزيز التصنيع المحلي للسيارات الكهربائية من خلال خارطة طريق تنطوي على خفض رسوم الاستيراد على المركبات الكهربائية ومكوناتها، وتقديم إعفاءات ضريبية للشركات التي تستثمر في هذا المجال، وتشجيع الشراكات مع الجامعات والمعاهد البحثية في مجال تكنولوجيا السيارات الكهربائية، مؤكداً على أن تنفيذ “خارطة الطريق” هذه يمكن أن يؤدي إلى إنتاج 100 ألف سيارة كهربائية محلياً في السنوات القادمة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة السيارات.
واستعرض خالد نوفل، مساعد أول وزير المالية للإصلاح الإداري والفني، مبادرة إحلال السيارات التي تتبعها الحكومة لإحلال المركبات القديمة بأخرى حديثة صديقة للبيئة ومصنعة محلياً، من خلال عدد من الحوافز الممنوحة للمواطن، وأضاف أن وزارة المالية تعمل على إشراك القطاع الخاص في بلورة حوافز إضافية لتسريع التحول نحو المركبات الكهربائية ذات العجلات الثنائية والثلاثية، لخفض الانبعاثات الكربونية المنبثقة عن قطاع النقل.
ومن جانبه؛ ألقى رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، حسام هيبة، الضوء على السياسات التي تبنتها الحكومة لجذب استثمارات جديدة في قطاع السيارات الصديقة للبيئة، عبر تنفيذ القرارات الأخيرة للمجلس الأعلى للاستثمار، وأكد أن برنامج دعم صناعة السيارات يركز بشكل خاص على تعميق التصنيع المحلي للسيارات الكهربائية عن طريق خفض الحد الأدنى من متطلبات القيمة المضافة المحلية للحصول على حوافز البرنامج لدى تصنيع تلك المركبات إلى 30 مقارنة بـ 45% للمركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي.
التجارب الدولية لتسريع التحول نحو الكهرباء
كما شهدت مناقشات المنتدى استعراضاً للتجارب الدولية التي يمكن للحكومة المصرية الاستناد إليها في نشر استخدام السيارات الكهربائية، سواء بطرح مزيد من الحوافز لخفض تكلفة اقتناء السيارات الصديقة للبيئة مقارنة بمركبات الاحتراق الداخلي، وأخرى لزيادة تنوع النماذج المتاحة من السيارات، ونشر الوعي العام حول أهمية هذه السيارات.
وقال يوسف أبو سيف، المدير العام لشركة أوبر مصر،: “نحن ملتزمون بأن نكون جزءاً من الجهود الجماعية للحد من الانبعاثات الكربونية، وتعد مصر بما تتمتع به من إمكانيات في مجال صناعة السيارات في المنطقة أحد الأسواق الرئيسية بالنسبة لنا لدعم التوجه نحو السيارات الكهربائية، وسنواصل الحوار الوثيق مع أصحاب المصلحة المعنيين في كل من الحكومة والقطاع الخاص لبلورة خارطة الطريق لتحقيق هذا التحول”.
الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة في رسم السياسات
ومن جانبه، أعرب رشيد بنجلون، مدير برنامج تطوير التجارة وتنمية الصادرات، عن فخره بالشراكة في هذا المنتدى قائلاً: “باعتباره مشروعًا يدعم سياسات تمكين التجارة والاستثمار، ويقدم المساعدة الفنية للشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال الصناعات الهندسية، بما في ذلك قطاع السيارات، فإن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ترى أن هذا المنتدى بالغ الأهمية لوضع مصر في المقدمة كمركز لتصدير السيارات”.
ومن ناحية أخرى، ذكرت يمنى مصطفى، رئيسة مشروع أعمال مصر التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بأن الجمع بين أصحاب المصلحة الحكوميين والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والخبراء الدوليين لتقييم السياسات المصرية الحالية، يعد خطوة أساسية نحو تحفيز الطلب على السيارات الصديقة للبيئة والتنقل الإلكتروني في مصر، وأضافت: “هناك عدة عوامل تحتاج إلى تقييم بما في ذلك احتياجات البنية التحتية لهذه المركبات، ومشروع أعمال مصر سيواصل التعاون لدعم الحكومة المصرية في وضع خارطة طريق تشمل خطوات محددة لتسريع نشر استخدام المركبات الصديقة للبيئة وخلق مناخ تشريعي يسهم في جذب الاستثمارات بهذا القطاع”.
وفي نهاية المنتدى؛ أعرب محمد حنفي، المدير التنفيذي لشركة لينكس، عن سعادة شركته بالتعاون بين الأطراف المنظمة للمنتدى لدعم توجه الحكومة المصرية لإنشاء منظومة نقل مستدام وتعزيز توطين صناعة السيارات الصديقة للبيئة، وذكر: “نحن نؤمن بشدة بإمكانات صناعة السيارات المصرية وقدرتها على جذب المزيد من المستثمرين، بما يؤهلها لتصبح مركزا إقليمياً لصناعة وتصدير السيارات”، مؤكداً أن لينكس وشركائها سيقومون بتقويم المناقشات التي شهدها المنتدى لبلورة خارطة طريق تقدم للحكومة حول آلية الإسراع في التحول نحو السيارات الصديقة للبيئة من خلال تعزيز دور القطاع الخاص.
جلسات منتدى لينكس
جدير بالذكر أن المنتدى، الذي عقدت جلساته يوم الأحد الماضي، شاركت فيه مجموعة متنوعة من الشركات الوطنية والأجنبية على رأسها فولكس فاجن، وفوكسكون، وبولينجر موتورز، ونيسان وتويوتا تسوشو وأشوك ليلاند، وجنرال موتورز، وستيلانتس، والنصر للسيارات، والمنصور للسيارات ومجموعة عبيكان، وسيمنز، وأكيولون ،انرجي والسويدي، وأنفنيتي، وطاقة عربية، وبرايتسكايز تكنولوجيز، وشيفت أي في، وليوني، ويازاكي، وجريش وسامكريت وبنك اتش اس بي سي، والبنك الافريقي للاستيراد والتصدير.
كما شارك في الحوار ممثلون عن وزارة التحول البيئي الفرنسية، واتحاد السيارات الكهربائية النرويجي واتحاد مصنعي السيارات الأفارقة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والبنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية، وبرنامج المعونة الألماني GIZ ومنظمتا اليونيدو والاسكوا التابعتين للأمم المتحدة، فضلاً عن خبراء من مجموعة أولبرايت ستونبريدج جروب وشركة سيروتوس كونسلتينج الألمانية.