بطاريات السيارات الكهربائية تواجه أزمة عالمية جديدة
منتجو خام الليثيوم يعلنون تأخير الإمدادات
يعتمد قطاع السيارات الكهربائية حول العالم على بطاريات الليثيوم كعنصر الطاقة الأساسي حتى الآن، وفي ظل القوانين العالمية الملزمة للدول والشركات بوقف إنتاج سيارات الاحتراق الداخلي والاتجاه الكامل نحو الكهرباء، أصبح حجم الطلب على خام الليثيوم يتزايد بشكل جنوني، لكونه كلمة السر في هذه الصناعة، لكن يبدو أن صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ستواجه أزمة وشيكة.
منتجو خام الليثيوم
وكشف مؤتمر فاست ماركتس المتخصص في الليثيوم والبطاريات الخام Fastmarkets، والذي انعقد منذ أيام بولاية لاس فيغاس الأمريكية، عن زيادة التوتر تجاه اقتراب أزمة في إنتاج بطاريات الليثيوم، مما يهدد قطاع السيارات الكهربائية، وبالتالي التزام الدول بالاتفاقيات الخاصة بتعميم الكهرباء كبديل أقل ضرراً على المناخ.
وبحسب تقرير وكالة رويترز حول نتائج المؤتمر؛ فإن أزمة الضخم العالمية وما تسببت فيه من تسريح للعمالة في معظم القطاعات ومنها الشركات العاملة في إنتاج خام الليثيوم، بالإضافة إلى التأخر في السماح بمزيد من مناجم الليثيوم، كل ذلك رصده المؤتمر كأسباب تثير القلق بين منتجي الليثيوم في قدرتهم على تلبية الطلب المتزايد على هذا العنصر في قطاع السيارات الكهربائية.
تأخير الإمدادات لشركات بطاريات السيارات الكهربائية
وفي تصريحٍ له على هامش المؤتمر؛ قال ستو كرو، رئيس شركة ليك ريسورسز (LKE.AX)،: “يمكن أن ينتهي الأمر إلى أزمة لا تملك فيها شركات البطاريات تأمين المواد الخام من الليثيوم”، وفقاً لما ذكرته رويترز، وهو التصريح الذي يأتي بعد إعلان الشركة عن تأخير أول إنتاج من مشروع كاتشي لليثيوم في دولة الأرجنتين لمدة ثلاث سنوات.
أما شركة ألبيمارل (ALB.N)، أكبر منتج لليثيوم في العالم، فعلى الرغم من نموها السريع في أربع قارات حول العالم، إلا أنها تتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على الليثيوم العرض بمقدار 500 ألف طن متري في عام 2030، وهو ما وصفه رئيس أعمال الليثيوم في الشركة، إريك نوريس، بأنه سيكون تحدٍ كبير تواجهه الشركات المنتجة.
وأعلن المؤتمر أنه من المتوقع افتتاح 11 منجم لخام الليثيوم خلال العام الجاري، وسبعة آخرين في العام القادم، بالإضافة إلى عدد 45 منجم عامل حول العالم حتى العام الماضي، إلا أن المشاركون في المؤتمر أكدوا أن هذا المعدل أقل بكثير مما يكفي لتغطية حجم الإمداد العالمي المتزايد.
الأضرار البيئية لإنتاج خام الليثيوم
وعلى الرغم من أن القرار العالمي للتوجه نحو الكهرباء في الأصل سببه تقليل التأثيرات السلبية على المناخ والناجمة من الانبعاثات الكربونية لسيارات محركات الاحتراق الداخلي؛ إلا أن البيئة تعجز عن تلبية حجم الطلب للبديل الكهربائي، وهو ما أشار إليه تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الصادر الأسبوع الماضي، حيث تتوافر احتياطيات عنصر الليثيوم في عدد محدود من الدول على رأسها دولة تشيلي، تليها أستراليا، ثم الصين.
ولفت تقرير مركز المعلومات إلى أن اختيار بطاريات الليثيوم كحل لتقليل الانبعاثات الكربونية؛ هو في الحقيقة حل متناقض، حيث رصد بعض الدراسات التي أشارت إلى عدة تأثيرات سلبية لعملية استخراج خام الليثيوم ومعالجته؛ والتي ينتج عنها زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وإنتاج كميات كبيرة من النفايات المعدنية، مما يلوث الهواء والتربة، بجانب احتمالية تسرب بعض المواد الكيميائية السامة إلى إمدادات المياه، حيث اتضح وجود آثار من عملية معالجة الليثيوم على الأسماك بعمق أكثر من 241 كم في أحد الأنهار بدولة نيفادا، وبالتالي تؤدي زيادة الاعتماد على الليثيوم إلى زيادة الضرر البيئي بدلاً من العمل على حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الضارة.