بحضور رئيس الوزراء..انطلاق المرحلة الأولى من مشروع كايرو بايك
تعاون مشترك مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومؤسسة "دروسوس"
أطلق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، المرحلة الأولى من مشروع كايرو بايك ، وهو أول منظومة عامة لـ “الدراجات التشاركية” في مصر لمشاركة الدراجات الهوائية ، والذي يتم تنفيذه بالتعاون بين محافظة القاهرة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومؤسسة “دروسوس” السويسرية.
وحضر تدشين المشروع الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، ونواب المحافظ، والرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الحضرية، وعدد من السفراء، وشركاء التنمية من البرنامج والمؤسسات المعنية.
حيث عبر رئيس مجلس الوزراء عن سعادته بهذا الحدث، الذي يشهد انطلاق منظومة جديدة في مصر تعتمد على استخدام وسائل نقل نظيفة بديلة للسيارات، خاصة أن الدولة تسعى إلى تشجيع الشباب ومختلف فئات المجتمع على التقليل من استخدام السيارات الخاصة لتقليل الزحام، والحد من التلوث عبر توفير وسيلة نقل آمنة ومناسبة، حيث يقوم هذا المشروع على نشر استخدام الدراجات وتعزيزها بمختلف مناطق العاصمة، ولا سيما أن إطلاق هذا المشروع اليوم يأتي مع انطلاق قمة المناخ (COP 27) بعد أيام قليلة.
التنقل الصديق للبيئة
وتقوم فكرة المشروع على أن تكون المدينة بها شبكة كبيرة من النقاط تتوافر بها دراجات للاستخدام العام، وتدار تلك المنظومة بتطبيق على الموبايل أو بوسائل دفع أخرى – مثل بطاقات مدفوعة مقدماً – لتتناسب مع جميع الفئات وبأسعار منخفضة، وسيتم توفيره الآن في وسط البلد بالمرحلة الأولى، على أن يتم التوسع فيها تدريجياً فيما بعد.
ويتم توريد وتشغيل المنظومة من خلال تحالف من شركة مصرية رائدة وشركة دنماركية لها سابق خبرة في أكثر من 70 مدينة حول العالم وشبكة من أكثر من 16000 دراجة.
وقال اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، إن المحافظة تسعى لمواكبة تطورات العصر وتقديم كل ما هو من شأنه دعم تكامل وسائل المواصلات الصديقة للبيئة، وتيسير الممارسات الصحية وتعدد الاختيارات، وجميع العناصر التي تتسم بها المدن المستدامة؛ وذلك سعياً للحد من الاعتماد المتزايد على السيارات وتحسين نوعية الهواء وجودة الحياة، وأيضاً لحق المواطن في التمتع بتجربة التنقل بمناطق مختلفة بمدينة القاهرة.
وأوضح محافظ القاهرة أن مشروع كايرو بايك هو نتاج شراكة بين محافظة القاهرة، وشركاء التنمية منذ بداية مراحل التخطيط وصولاً لإبرام عقد التعاون الخاص بمنظومة مشاركة الدراجات، وذلك بدعم وتمويل من مؤسسة “دروسوس” السويسرية، بجانب دعم فني وإشراف من قِبل معهد سياسة النقل والتنمية ITDP، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UNHABITAT.
كما أشار اللواء خالد عبد العال إلى أنه تمت بنجاح عدة مراحل مهمة في الفترة الماضية من التخطيط والدراسات اللازمة، والتشاور المجتمعي، وحملات التوعية، ومراحل التشغيل التجريبي لتفهم الاحتياجات الخاصة بمختلف الفئات المجتمعية، وصولاً للانتهاء من تجهيز محطات ودراجات المرحلة الأولى وأنظمة الدفع، وتم كذلك إعداد أول مرحلة من مسارات الدراجات في وسط المدينة لتمثل خطوة أولى في رحلة تغير ثقافي تدريجي ورحلة تعلم.
بداية مشروع كايرو بايك
وحول نشأة المشروع؛ قالت رانيا هدية، مدير مكتب مشروعات مصر ببرنامج الأمم المتحدة، أن هذا المشروع بدأ كفكرة في عام 2016 ونأمل أن يكون له أثر إيجابي في النسيج الحضري في القاهرة، مؤكدة في الوقت نفسه أن القاهرة هي المكان المثالي لمشاركة الدراجات حيث تتوافر بها أحياء متعددة الاستخدامات، وكل هذا موجود بكثافة متوسطة إلى عالية؛ وهذا ما يخلق طلبًا على ركوب الدراجات ويجعل الرحلات القصيرة والمتوسطة ممكنة بالدراجة.
كما أعربت الدكتورة وسام البيه، المدير الإقليمي لمؤسسة “دروسوس” السويسرية، عن سعادتها لهذه الفرصة التي أتيحت من خلالها للمؤسسة المساهمة في هذا المشروع المهم، مؤكدة أنه من خلال دعم الحكومة المصرية لتوفير وسائل نقل متاحة بتكلفة منخفضة، يتم تسهيل إمكانية التنقل داخل القاهرة، مما يؤثر بشكل إيجابي على الصحة والبيئة.
ويذكر، أن المشروع يتضمن توريد وتركيب وتشغيل وصيانة نظام مشاركة الدراجات، ويشمل 45 محطة و500 دراجة بعدد من أحياء القاهرة، ويتم تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل، بدأ بالمرحلة التجريبية، ثم المرحلة الأولى، التي تم افتتاحها اليوم وتحتوي على 250 دراجة و25 محطة في وسط القاهرة والمناطق المجاورة.
المرحلة الثانية من المشروع
ومن المقرر أن تتضمن المرحلة الثانية من المشروع في الشهور المقبلة تكثيف عدد الدراجات إلى 500 دراجة في 45 محطة بالمواقع الرئيسية بوسط القاهرة وجاردن سيتي وجزيرة الزمالك، حيث تشمل الدراجات نظام تحديد المواقع العالمي GPS لضمان الإدارة المُثلى والأمن، ومن المقرر أن تغطي المحطات المواقع الاستراتيجية والنقاط المهمة لتجمع الشباب، بالإضافة إلى العديد من محطات المترو والحافلات.
ويبدأ السعر من جنيه مصري واحد في الساعة، مع إتاحة العديد من باقات الاشتراك وطرق الدفع المختلفة لضمان شمول جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى توفير طرق الدفع البديلة.
ويهدف المشروع إلى تقليل الازدحام المروري، والحد من التلوث، ويعمل على تشجيع استخدام بدائل اقتصادية للتنقل (تكلفة منخفضة)، وتقليل الوقت المستغل في الرحلات اليومية لمستخدم وسائل النقل، وتقليل الوقت المستغل لنقطة الوصول في الرحلة (متوسط 200 م وأقل)، وتعزيز سلامة مستخدمي الدراجات من خلال عمل مسارات تجريبية بطول 2 كم، والتكامل مع وسائل النقل العام والخاص.