الغزو الروسي .. حصاد صناعة السيارات الأوروبية في أسبوع
تحارب شركات ومصانع السيارات العالمية وخاصةً الأوروبية منها من أجل الصمود في ظل الأزمات المتتالية التي تشهدها صناعة السيارات؛ فبعد النقص المستمر في سلاسل التوريد الذي نتج عن فترات الغلق خلال جائحة فيروس كورونا، ظهرت تحديات جديدة خاصة بإنتاج المواد الخام الأساسية، بعد الغزو الروسي وتعطل الإمدادات القادمة من أوكرانيا والعقوبات التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا.
وكان أول اضطراب يظهر على قطاع السيارات إثر الغزو الروسي على أوكرانيا؛ هو التأخير في تسليم المكونات الأساسية الخاصة بصناعة السيارات والتي تنتجها مصانع روسية وأوكرانية، حيث تقوم 22 شركة مقرها أوكرانيا بإنتاج وتصدير مكونات السيارات ، مثل الأسلاك الكهربائية والإلكترونيات والمقاعد.
غلق مؤقت للمصانع
ونتيجة لذلك ، قد أعلنت فولكس فاجن مؤخراً وقف إنتاجها مؤقتًا في اثنين من مصانع السيارات الكهربائية التابعة لشركة السيارات الألمانية العملاقة في ألمانيا – تسفيكاو ودريسدن ، اللتان تنتجان موديلات فولكس فاجن وأودي وكوبرا ، وذلك حسبما ذكرت أخبار السيارات في أوروبا.
كما أعلنت رينو أيضاً ، أنها ستعلق بعض عمليات الإنتاج في مصانع تجميع السيارات الروسية بسبب التداعيات حرب روسيا و اوكرانيا التي ادت الى نقص قطع الغيار، حيث أنه بالنسبة لمجموعة رينو فتعد روسيا ثاني أكبر سوق لها بعد فرنسا التي تنتج مركبات لها في توجلياتي، كما أن لديها مصنع تجميع آخر بالقرب من موسكو.
تعليق شحنات السيارات
أما فولفو فكانت أول شركة كبرى لتصنيع السيارات تعلق شحنات السيارات إلى السوق الروسية “حتى إشعار آخر” بسبب المخاطر المحتملة المرتبطة بالمواد التجارية مع روسيا ، بما في ذلك العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقد صرح محللون ومسؤولون في صناعة السيارات لشبكة إن بي سي نيوز، بأن ربع الأجزاء المستخدمة في إنتاج المركبات الروسية الصنع على الأقل، بحاجة إلى الحصول عليها من خارج روسيا – بما في ذلك الولايات المتحدة – حيث قد تواجه مصانع التجميع أزمة في الاستمرار في عملها أثناء سريان العقوبات بسبب هذه المشكلة.
وبحسب المحللين؛ فلكي يتم حل هذه الأزمة سيتعين على شركات السيارات التي لها عمليات في أوكرانيا وروسيا تقديم بعض التنازلات لتقليل التأثير السلبي المطبق عليها والعقوبات على أعمالها.