من فضلك أغلق هاتفك المحمول داخل محطة الوقود
آيات فاروق
بمجرد أن تقود سيارتك إلى داخل محطة الوقود تقابلك العلامة التحذيرية ” من فضلك أغلق الهاتف المحمول ” ضمن عدة تحذيرات أخرى مثل الامتناع عن التدخين وإيقاف محرك السيارة ، وذلك في إطار إجراءات السلامة والأمان التي تتبعها المحطات.
ونظراً لحداثة عهد الهواتف المحمولة مقارنةً بتاريخ محطات الوقود فقد يثير الأمر علامات استفهام حول العلاقة بين استخدام هذه الهواتف والخطر الذي قد تسببه على المحطات.
في عام 2013 أذاعت المحطة الأمريكية ديسكفري بثاً مباشراً تناول تجربة تم فيها اختبار إمكانية اشتعال مضخة الوقود إذا تم استخدام الهاتف بجوارها، وبدأت التجربة بعدة اختبارات حيث وضعوا الهاتف بجوار خزان الوقود واستخدموه بعدة أشكال إما للاتصال أو استقبال المكالمات ، ولكن لم يحدث أي اشتعال على الإطلاق ، بينما عندما تم استقبال مكالمة أثناء تزويد السيارة بالوقود اشتعل بخار الوقود المتصاعد من خزان السيارة.
وكان التفسير الذي خلصت إليه التجربة هو أن بخار الوقود يشتعل بسهولة عكس الوقود السائل كما أن إشعاعات الهواتف المحمولة تزيد بشكل أكبر عند استقبال اتصال هاتفي.
من خاف سلم
هذا التفسير هو نفسه الذي دفع ” إينوك ” – شركة بترول الإمارات الوطنية – إلى تعميم هذا التنبيه على كافة محطاتها ، وشرح ذلك خالد هادي مدير الإعلام والتسويق بالشركة في تحقيق نشرته جريدة البيان عام 2010 موضحاً أن وجود أي أجهزة قد تنبعث منها طاقة أو شرارات كهربائية قد يسبب كوارث ، وأشار إلى بعض الفيديوهات التي انتشرت سابقاً عن حريق نشب في محطة بترول في ماليزيا بعد إجابة السائق على مكالمة هاتفية أثناء التزود بالوقود ، حيث تنبعث طاقة وشرارات كهربائية من الهواتف المحمولة عند إجراء المكالمات أو استقبالها قد تؤثر بشكل مباشر على البنزين أثناء التزود بالوقود.
احتمالات نظرية
ومن ناحية أخرى فلم يوثق معهد المعدات البترولية الأمريكي أي حالات حريق في محطات الوقود تسبب فيها هاتف محمول ، إلا أن الخبراء بالمعهد ؛ وهو جهة تضم أكثر من 80 دولة وتعتبر هي المرجع الرئيسي ومصدر المعلومات لمجتمع معدات مناولة الوقود والسوائل ؛ أرجعوا الأمر للكهرباء الساكنة..
فعند الضغط على دواسة الوقود تتدفق أبخرة الغاز حول فوهة المضخة تلك الأبخرة يمكن أن تشتعل بواسطة الكهرباء الساكنة ، وبمجرد اشتعالها سينتقل الحريق إلى داخل المضخة وإلى خزان وقود السيارة.
الخوف من مخاطر الإشارات التي تصدرها الهواتف المحمولة هو ما جعل ستانيسلاف كوساريف، مدير كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة سينيرجي الروسية، يحذر من احتمالية تأثيرها بحسب ما نشرته وكالة «برايم» بقوله : ” من الناحية النظرية، يمكن للهاتف أن يتسبب في انفجار أو حريق في المنطقة المجاورة مباشرة لمرافق تخزين الوقود أو المواد الكيميائية ، وكذلك في مناطق التفجير ”.