أزمة الرقائق الإلكترونية لن تؤثر على مشروعات مترو الأنفاق
آيات فاروق وزمزم مصطفى
يعتبر النقل في مصر حالياً هو المشروع القومي الذي تسلط عليه كافة الأضواء ؛ خاصة مجال النقل بالسكك الحديدية سواء في استكمال خطوط مترو الأنفاق والتي ستصل إلى ستة خطوط في المستقبل القريب ، أو القطار الكهربائي الخفيف والذي سيربط ما بين العاصمة الإدارية ومدينة العاشر من رمضان حتى يصل إلى محطة عدلي منصور بمترو الأنفاق.
وتهدف الجهود الموجهة في هذه المشروعات ليس فقط إلى الإنشاء ثم التشغيل وإنما إلى توطين صناعة القطارات التي تعمل بالجر الكهربائي في مصر وذلك من خلال إنشاء مصانع لتصنيع وصيانة عربات هذا النوع من القطارات ، لتصبح مصر في المستقبل مركزاً مصنعاً ومصدراً لها في المنطقة.
19 قطار بمترو الأنفاق يحمل شعار صنع في مصر
ويتوازى مع هذه المشروعات الجديدة مشروع تطوير خطوط مترو الأنفاق الثلاثة القديمة ، فبعد أن استبدلت الهيئة القومية لمترو الأنفاق أكثر من ٢٠ قطاراً في الخط الأول يجري الآن استبدال ٣٢ قطار في الخط الثالث بالإضافة إلى مشروع تطوير الخط الثاني.
وفي إطار تمصير المشروع ليس فقط في إدارته وتشغيله وإنما أيضاً بدايةً من تصنيع العربات ؛ نصت الاتفاقيات الموقعة بين الهيئة وبين الجهات المنفذة والشركات الأجنبية المشاركة في المشروع على أن يكون هناك نسبة من الإنتاج المحلي للقطارات وذلك من أجل توطين ونقل التكنولوجيا الحديثة لهذا النوع من الصناعة.
وفي هذا الإطار يوضح مصطفى شكري مدير التنسيق بشركة هيونداي روتيم الكورية – وهي ال
شركة المصنعة لعربات المترو المكيفة في الخط الأول والثالث – لإيجيبت أوتوموتويف قائلاً : ” لدينا شريك مصري قوي في إنتاج جسم وهيكل عربات القطار وهو شركة سيماف التابعة للهيئة العربية للتصنيع ، وبناءً على الاتفاقية الموقعة بين مصر وكوريا نسعى إلى نقل تكنولوجيا قطارات المترو إلى مصر وتوطينها ، ففي مشروع تطوير الخط الثالث تعاقدنا على إجمالي عدد قطارات ٣٢ قطار مقسمين إلى ٢٢ قطار من كوريا تم تسليم ١٥ منهم بالفعل و١٠ قطارات يتم تجميعهم حالياً بالتعاون مع سيماف“.
وهذا التعاون بين الشركتين هو الثاني فقد سبق لهيونداي أن تعاقدت مع الهيئة القومية للأنفاق في مشروع تطوير الخط الأول للمترو في عام ٢٠١٦ والذي بلغت فيه نسبة الإنتاج المحلي ٤٥٪ من المشروع بعدد ٩ قطارات قامت سيماف بتجميعهم من إجمالي ٢٠ قطار.
الصناعات المغذية تنافس جودة المستورد
وشركة سيماف هي شركة مصرية متخصصة في إنتاج أجسام وهياكل عربات السكك الحديدية منذ عام ١٩٥٨ وتشتهر بإنتاج وتصنيع عربات القطارات التي تعمل بالديزل والتي تعتبر منتج مصري محلي بالكامل ، وفي مجال قطارات الجر الكهربائي تشارك سيماف في إنتاج عربات مترو الأنفاق بالتعاون مع شركات أجنبية مثل هيونداي وميتسوبيشي التي تولت مشروع تطوير الخط الثاني للمترو.
وتوضح د. نانيس خليل مدير عام التسويق بشركة سيماف في حديثها للموقع على هامش معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا أن : ” المنتج المحلي خاصة في مجال الصناعات المغذية لعربات المترو قد شهد تطوراً كبيراً من حيث الجودة بشكل ينافس المنتج الأجنبي ويجعلنا قادرين على تقديمه للشركات الأجنبية المنفذة للمشروع بكل ثقة ، وبالفعل تم اعتماد العديد من المنتجات المحلية في مجالات مثل الليد المستخدم في الإنارة داخل عربات المترو والكراسي داخل العربات ”.
وتستكمل د. نانيس موضحة أن : ” نسبة الناتج المحلي في عربات السكك الحديدية وصلت حالياً إلى ٨٠٪ من إجمالي العربات سواء من حيث الهيكل الستيل أو الصناعات المغذية للمنتج من إنارة وزجاج وكراسي وخلافه ، ولا يتبقى سوى أن يتم إنتاج شاسيه العجلات وهو الجزء الذي مازالت الشركة تستورده من الخارج وهو ما تسعى في المرحلة القادمة لإنتاجه ، فمن أهداف الشركة الوصول بعربات السكك الحديدية إلى نسبة ١٠٠٪ إنتاج محلي ”.
قطارات كهربائية بصناعة مصرية
جدير بالذكر أن وزارة التخطيط قد أسست في العام الماضي الشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية – نيرك – وهي الشركة التي ضمت تحالف العديد من المستثمرين من القطاع الخاص إلى جانب القطاع العام ، ويستهدف هذا التحالف توطين صناعة السكك الحديدية في مصر وخاصة الوحدات المتحركة بالجر الكهربائي بما يؤمن متطلبات الدولة المصرية في هذا الشأن وزيادة القدرة على التصدير إقليمياً ودولياً ، ومن المخطط لنيرك أن تؤسس مجمع صناعي يتضمن مصنعاً لإعادة تأهيل الوحدات المتحركة التي تعمل بالجر الكهربائي بطاقة إنتاجية مقدرة 125 وحدة سنوياً، ومصنع لتصنيع عربات المترو الجديدة بطاقة إنتاجية مقدرة 150 وحدة سنوياً بالإضافة إلى مصنع ثالث لتصنيع عربات القطار الكهربائي LRT بطاقة إنتاجية مقدرة 150 وحدة سنوياً.
وفي هذا الإطار يأتي تعاون الشركات الأجنبية مع الشركات المصرية لنقل الخبرة والتكنولوجيا الحديثة في هذا المجال كما يؤكد مصطفى شكري : ” نحن كمصنع ومورد لهذا المنتج نحاول أن نقدم عروضاً لتوطين هذه الصناعة في مصر بالتعاون مع نيريك باعتبارها الهيئة المسئولة عن توطين صناعة عربات السكك الحديدية بدايةً من عربات قطارات الديزل وعربات المترو وحتى عربات القطارات الفارهة مثل القطار السريع الذي يجري إنشاؤه حالياً ، وذلك من خلال إنشاء مصانع ننقل فيها التكنولوجيا الحديثة من شركات مثل روتيم أو غيرها من المصنعين لهذه العربات حيث يتم حالياً دراسة إنشاء هذه المصانع.
المترو في أمان من أزمة الرقائق
أما عن أزمة الرقائق الإلكترونية التي تهدد كافة الصناعات الكهربائية في العالم ومنها صناعة عربات الجر الكهربائي مثل القطار الكهربائي الخفيف lrt والمونوريل تؤكد د. نانيس أن : ” أي مشروع يتم التأكد من توفر كافة مستلزمات إنتاجه قبل توقيع الاتفاق عليه ، وبالنسبة للمشروعات التي تعمل عليها سيماف مع هيونداي لدينا اكتفاء كامل من الرقائق الإلكترونية التي تحتاجها العربات حتى فترة انتهاء المشروع ”.