التحقيق مع 765 ألف سيارة أمريكية !
ترجمة – مروة مجدي:
فتحت منظمات سلامة السيارات تحقيقاً واسعاً في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية مع شركة تيسلا بخصوص نظام القيادة الآلية عقب وقوع حوادث عدة شملت سيارات الطوارئ وموديلات تيسلا وقعت من جراء نظام القيادة الآلية.
صرحت الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة بوقوع 11 حادث بدأت في يناير 2018؛ وأشارت أصابع الاتهام إلى السيارة الأمريكية عقب التحقق من تورط موديل أو أكثر من هذه السيارة في هذه الحوادث.
وشمل التحقيق 765 ألف سيارة أمريكية الصنع مزودة بنظام القيادة الآلية موديل عام 2014. وأغلقت البورصة على انخفاض أسهم شركة تيسلا بنحو 4.3 % كما ورد في الأنباء.
تعرضت الإدارة لانتقادات حادة عقب إغلاق الفحص السابق الخاص بالقيادة الآلية عام 2017 نظراً لعدم نجاحها في التوصل إلى ضمان مدى أمان هذا النظام بحيث يتولى أمور القيادة ويسمح لقائد السيارة بإبعاد يديه عن عجلة القيادة لفترات طويلة.
موديلات تيسلا
تحقيقات الولايات المتحدة في حوادث سيارات الطوارئ
وقد أغلقت الإدارة هذا التحقيق في أمر القيادة الآلية عام 2017 دون اتخاذ أي إجراء، الأمر الذي أدى إلى وقوعها تحت طائلة التقصير في التأكد من مدى أمان هذا النظام الذي يتعامل مع بعض مهام القيادة ويسمح للسائق بإبعاد يديه عن عجلة القيادة لفترات طويلة.
ولم تتمكن الوكالة من اتخاذ أي إجراء عقب التحقيق الأخير أو تطالب باستدعاء، الأمر الذي يفرض قيوداً على كيفية وتوقيت ومكان عمل هذه الخاصية. وقد تكون الإجراءات المتصاعدة عقب هذه الأزمة سبباً في تقليص الفجوة التنافسية بين نظام تيسلا وأنظمة القيادة المساعدة الأخرى المشابهة التي تقدمها شركات السيارات الناشئة.
ولم تستجب إدارة شركة تيسلا في التو لأي استدعاء تدلي فيه بأقوالها. وقد دافع إيلون مسك، المدير التنفيذي لشركة تيسلا مراراً عن نظام القيادة الآلية وأشار في تغريدة له على موقع تويتر إلى أن “سيارات تيسلا ذات نظام القيادة الآلية تعمل في الوقت الحالي على الوصول إلى معدل حوادث تقل 10 مرات عن معدلات حوادث السيارات الأخرى”.
وفى سياق آخر، صرحت الإدارة أن لديها تقارير بلغت نحو 17 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة وقعت ضمن 11 حادثة بما ذلك حادثة وقعت في ديسمبر2019 بسبب سيارة تيسلا موديل 3، أدت إلي وفاة أحدهم عقب اصطدام السيارة شاحنة مطافي متوقفة على جانب الطريق بولاية أنديانا.
وقد بلغت حوادث هذه السيارة أربعة من 11 حادث وقعت خلال هذا العام، وبدأت تقييماً أولياً لنظام القيادة الآلية عن سيارة تيسلا موديلات التالية (اكس، واي، اس، 3) موديلات أعوام من 2014 – 2021. وشملت الحوادث سيارات “تم التأكد من احتوائهم جميعاً على أحد النظامين وهما نظام القيادة الآلية أو نظام تحديد السرعة المناسبة للطريق” هذا بحسب ما ورد في التحقيقات.
يتعين على الإدارة رفع الفحص لتحليل ومتابعة المهندسين قبل اتخاذ أي إجراء أو استدعاء. وتحتوي عملية الفحص على خطوتين تستغرق نحو عام أو ما يزيد.
الظلام وتسببه في الحوادث
أقرت الإدارة بأن الحوادث سالفة الذكر وقع أكثرها عقب حلول الظلام وتضمن مسرح هذه الحوادث تدابير مثل إضاءة السيارات أو الأنوار المفاجئة أو أقماع الطرق.
وتختبر هذه الفحوصات التكنولوجيات التي تستخدم “لمراقبة ومساعدة وتنفيذ توجيهات قائد السيارة” أثناء القيادة ابان تشغيل نظام القيادة الآلية.
وقد أعلن مسك في تغريدة له على موقع تويتر أن نظام القيادة المساعدة بالكاميرا المتطورة في سيارة تيسلا والتي تعرف باسم “تيسلا فيجن” عما قريب ” سيفعل لالتقاط إشارات الدوران وأضواء الشرطة والإسعاف والإشارات التحذيرية وكذلك الإشارات اليدوية”.
وصرح جلس الوطني لسلامة النقل المكان بأن نظام القيادة الآلي بدوره كان سبباً رئيسياً في وقوع ثلاثة حوادث مميتة على الأقل بالولايات المتحدة منذ عام 2016.
وانتقد المجلس افتقار السيارة تيسلا لأنظمة الأمان الخاصة بالقيادة الآلية وإخفاق الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة كذلك في التأكد من نظم سلامة القيادة الآلية.
خطوات نحو الأمن والسلامة
أثنت جينفر همندي، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني لسلامة النقل على التحقيق الأخير. وأضافت أن المجلس حث الوكالة على تطوير معايير أنظمة مراقبة القيادة واستدعاء شركات السيارات” لإدراج ضوابط النظام الوقائية بحيث يقتصر عمل أنظمة التحكم الآلية بالسيارة وفقاً لهذه الشروط التي صممت من أجلها هذه الأنظمة”.
ووجهت أنرديج كارباثي، المدير المسئول عن تكنولوجيا القيادة الذاتية، طعناً مباشراً تجاه نظام القيادة الآلية للسيارة في فبراير 2020: إذ كيف يتسنى معرفة ما إذا كانت أضواء سيارة دورية الشرطة متوقفة على جانب الطريق مضاءة أم لا.
كما أضافت في مؤتمر ما أن “هذا مثال لأحد أهم المهام المستحدثة التي نسعى للتوصل إليها”.
أشار براين ووكر سميث، أستاذ القانون بجامعة ساوث كارولينا إلى حوادث سيارات الطوارئ المتوقفة على جانب الطريق والتي تلقي الضوء بشكل حيوي على أحد المخاوف الرئيسية المتعلقة بنظام السيارة تيسلا”. وأضاف أن “تصريحات الإدارة بعيدة كل البعد عن الحيادية والشفافية خاصة تجاه السيارة تيسلا”.
وطالب كلا من ريتشارد بلومنثال وايد ماركي، أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين استفسروا مسبقاً عن أنظمة القيادة الآلية بالسيارة، بتحقيق كافي ومستوفي يمتاز بالشفافية بحيث حتى يتم التوصل إلى تطوير أنظمة الأمان في تكنولوجيا القيادة المساعدة والقيادة الذاتية ” لتجنب أي حوادث قد تحدث فيما بعد”.
وأفادت الإدارة بإرسالها فريق عمل لمتابعة حوادث السيارة تيسلا والتي بلغت نحو 31 حادثة شملت عشر حالات وفاة منذ عام 2016 حيث اشتبه وقوعها عقب استعمال أنظمة القيادة المساعدة المتطورة. وتوصلت إلى استبعاد نظام القيادة الآلية أن يكون سبباً في وقوع ثلاث من هذه الحوادث.
وأشارت الإدارة إلى “عدم توفر سيارات في الأسواق تعمل بالقيادة الذاتية في الوقت الحالي” وأعرب عن مدى أهمية قيادة السائقين هذه السيارات على نحو سليم ومسئول.