في ظل توحش «الأوفر برايس».. الخبراء ينصحون بعدم الشراء!

تحقيق: زمزم مصطفي «الأوفر برايس»

يعانى كثير من مستهلكين السيارات المقبلين على الشراء من الزيادات السعرية التى تسمى ظاهرة الاوفر برايس التي يفرضها التجار و الموزعين فى سوق السيارات في ظل القوائم الانتظار طويلة الأجل عند الوكلاء والتي تجبر العميل على استلام سيارته بعد مرور ما بين 4 و 6 أشهر من التعاقد على شرائها، وسط عدم وضوح الرؤية عن تفاصيل السيارة وتجربتها من قبل العملاء داخل السوق المصرية. وجاء ذلك بسبب نقص عدد السيارات الموجودة نتيجة لنقص الرقائق الإلكترونية، التي دفعت العديد من الشركات العالمية إلى الاغلاق الجزئي.

وفي هذا الصدد، قال إيهاب المسلمي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة المسلمي، وعضو شعبة تجار السيارات، إن 90% من السيارات الموجودة فى سوق السيارات المصرية حاليها بها زيادات سعرية عن السعر الرسمي “أوفر برايس”.

وأضاف: تختلف زيادات كل سيارة عن غيرها، بحسب الطلب عليها وكذلك عدم توافر عدد كبير منها في السوق المصرية مما أدى إلى عودة ظاهرة الأوفر برايس بجانب ارتفاع الأسعار الرسمية، مشيرا إلى أن الإقبال على السيارات لم يقتصر الموديلات المجمعة محليا فقط وإنما أيضا المستوردة.

وأوضح أن الزيادات السعرية الموجودة حاليا تفرض فقط على السيارات التى يتم استلام فورى دون اللجوء إلى تأخر الاستلام لأكثر من شهرين مشيرا الى أن العديد من المستهلكين يفضلون دفع الزيادة السعرية فضلا من الوقوع فى طائلة الحجوزات لعدة أشهر.

وأكد أن السبب الرئيسي في ظهور تلك الظاهرة هو إغلاق العديد من مصانع العالمية المصدرة للسيارات فى مصر وإغلاق العديد من مصانع الصناعات المغذية وخاصة الرقائق الالكترونية التى تمثلت في ازمة كبيرة فى جميع المصانع العالمية مما أثر على كمية المنتج من السيارات حول العالم بسبب الموجة الرابعة من جائحة كورونا مما اثر ايضا على الحصص الاستيرادية للوكلاء فى مصر .

وأشار إلى أن أبرز أسباب رفع الأسعار قلة المعروض أمام الطلب الذي شهده هذا العام نتيجة تأخر قرارات الشراء من العام الماضي بسبب ما حدث من تداعيات كورونا، كما أن عمليات الشحن التي أدت إلى تأخر استلام شحنات السيارات المتعاقد عليها نظرًا لإغلاق بعض الموانئ والمنافذ الجمركية وتوقف أعمال بعض شركات الشحن فى إطار التدابير الاحترازية نتيجة تفشى فيروس كورونا.

وقال علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية، إن رؤية سوق السيارات الفترة الحالية ضبابية وذلك للنقص الشديد فى السيارات بسبب الإغلاق الجزئى للعديد من الشركات، مما تسبب في خفض عدد السيارات التى يتم توريدها في خلال الفترة الحالية بنسبة تصل إلى 80%.

وأضاف السبع أن تلك الازمة ستزيد بشكل كبير الفترة القادمة لإعلان العديد من الشركات لإغلاق بعض مصانعها نتيجة أزمة نقص الرقائق، كما حذرت إحدى شركات صناعة السيارات من أن الأزمة ستؤثر سلبا على إنتاجها لمدة 4 أشهر كما قررت الشركة عدم إعلان أى توقعات لمبيعاتها وعائداتها هذا العام لهذا السبب.

وتوقع عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية، ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 5 و10%، خلال الفترة المقبلة، بسبب استمرار الأزمة مؤكدا على أن تكلفة شحن السيارات من الخارج إلى مصر زادت إلى ثلاث أضعاف مما سيؤثر بشكل كبير على الأسعار الفترة المقبلة.

قال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن سوق السيارات المصرية تمر بأسوأ فتراته. و أضاف أن شركة فولكس فاجن أعلنت التوقف التام للانتاج حتى شهر ديسمبر المقبل كما أعلنت شركة تويوتا توقف إنتاجها بنسبة 40%، بالإضافة إلى شركة سكودا التى أوقفت الحجوزات على سياراتها تلك الفترة.

وكشف أبو المجد أن سوق السيارات في مصر تشهد حالياً حالة من الارتباك في ظل نقص العديد من الطرازات، الأمر الذي أدى إلى اشتعال ظاهرة الأوفر برايس بشكل غير مسبوق. وتوقع أبو المجد زيادات بنسبة 30% على أسعار السيارات الجديدة الفترة المقبلة سواء زيادات رسمية أو غير رسمية مطالباً المستهلكين مواجهة تلك الظاهرة والانتظار حتى تتوافر السيارات.