تويوتا.. تعاني!
ترجمة- مروة مجدي:
يحيا جميع مواطني هذا الكوكب على أمل انتهاء جائحة كورونا التي أضرت بالعالم بأسره، ولكن يبدو أنه لا مفر من مواجهة حقيقة التعايش مع هذه الجائحة لفترة غير معلومة. ولم تصب هذه الجائحة المواطنين فقط بل وضربت الشركات في مقتل بعد إغلاق بعضاً من المصانع التي تصنع الرقائق الالكترونية وهو ما أدى بالتبعية إلى تعطل الإنتاج بمصانع السيارات التي تعتمد بشكل أساسي على هذه الرقائق. وتقف كل الشركات عاجزة إزاء هذا الوباء الذي ألحق الضرر بمبيعاتها دون توقع أي بصيص أمل تجاه انتهاء هذه الأزمة.
إذ أعلنت شركة تويوتا قرارها بخفض إنتاجيتها من السيارات بنسبة 40% بدءاً من شهر سبتمبر في ظل أزمة نقص الرقائق الالكترونية لتصل إلى 540 ألف سيارة مخالفة قرارها السابق الذي نص على إنتاج 900 ألفا، كما أعربت ثاني أكبر شركات السيارات في العالم، فولكس فاجن الألمانية عن اضطرارها لخفض إنتاجيتها هي الأخرى، إذ أدى انتشار جائحة كورونا إلى ارتفاع الطلب على الأجهزة التي تستعين بالرقائق الالكترونية مثل التليفون والتليفزيون والألعاب الالكترونية.
وصرحت الشركة الألمانية لوكالة رويترز والتي خفضت إنتاجها في مطلع العام الجاري أن “الشركة تتوقع في الوقت الراهن تقلب في إنتاجية ونقص في امداد هذه الرقائق أثناء الربع الثالث ولا تستبعد حدوث تغيرات ما قد تطرأ على الإنتاج”. هذا بحسب ما ورد على موقع بي بي سي.
شركة تويوتا تتخذ إجراءات في الدول الأخرى بصدد هذه الأزمة
واتجه بالفعل منافسو شركة تويوتا الآخرون بما في ذلك جنرال موتورز، وفورد، ونيسان، ودايملر وبي ام دبليو ورينو إلى تخفيض إنتاجها بالفعل لمواجهة أزمة نقص الرقائق الالكترونية العالمية.
في حين اتخذت شركة تويوتا القرار بالاستمرار وتجنب فعل الأمر ذاته حتى وفتنا هذا مفعمة بتوقعات مد فترة الإغلاق الصيفي نحو أسبوع في فرنسا والجمهورية التشيكية وتركيا.
وتشمل السيارات الحديثة نحو دستين من الرقائق الصغيرة ولكن تويوتا استفادت من احتفاظها بمخزون أكثر من غيرها من الشركات، وهي الرقائق الالكترونية كوسيلة لاستعادة خطة مواصلة إنتاجها والذي تطور في أعقاب زلزال فوكشيما وتسونامي قبل عقد مضى. واتخذت الشركة في عجالة قراراً بشأن تخفيض الإنتاج عقب ظهور حالات مستجدة من جائحة كورونا والتي ضربت من جديد مصانع شرق آسيا التي تورد هذه الرقائق لشركات السيارات. وقد اضطرت الشركة بالفعل لتخفيض الإنتاج بالفعل بدءاً من الشهر الماضي في مصانعها في اليابان وغيرها بما يصل إلى 360 ألفاً لتظهر آثار هذا التخفيض في شهر سبتمبر الجاري ويلحق الضرر بمصانعها في آسيا والولايات المتحدة الأمريكية. أما بالنسبة للمملكة المتحدة لدى تويوتا مصنعاً يقع في برنستون في مقاطعة ديربيشير بالمملكة المتحدة، وآخراً في ديسايد للمحركات. وقد صرحت أن “تويوتا تبذل من الجهود ما يقلل آثار نقص إمداد الرقائق الالكترونية والذي يؤثر على مجال السيارات في كل أنحاء العالم. وفيما يخص عمليات إنتاج مصانع المملكة المتحدة، فتعمل شركة تويوتا كما هو مخطط مسبقاً لهذين المصنعين”.
شركات الرقائق تحذر مما هو قادم
وتهدف شركة تويوتا في المجمل تعويض خسارة المبيعات قبل مطلع العام الجديد. وقد أضر تقص الرقائق الالكترونية بجانب كبير من الأعمال بدءاً من شركات السيارات ووصولاً إلى مصانع الأجهزة الصغيرة. وحذرت شركات التكنولوجيا واحدة تلو الأخرى، من عواقب هذا النقص منذ ذلك الحين.
إذ أعلن بات جلسينجر، مدير شركة اينتل لصناعة الرقائق في نهاية الشهر الماضي أنه رغم سوء الوضع الحالي لكن المستقبل يحمل الأسوأ في طياته.
كما تنبأ أن هذا النقص قد يزيد في غضون النصف الثاني من العام وربما يمتد إلى عام أو عاميين آخرين قبل عودة المياه لمجاريه وتوريد هذه الرقائق مرة أخرى.
وقد ألزمت هذه الأزمة الرئيس الأمريكي- جو بايدن- إلى إصدار أمراً لمعالجه هذا الأمر كما تعهد بتخصيص 37 مليار دولاراً لتمويل التشريعات التي تهدف إلى زيادة صناعة الرقائق في الولايات المتحدة.
وقد انخفضت حصة تويوتا بنسبة 4.4% وهو ما يعد أسوأ وضع تعرضت له تويوتا منذ ديسمبر2018.