أوبي باص.. طفرة جديدة في السيارات الكهربائية تنطلق من القارة السمراء
ترجمة – مروة مجدي:
تعمل شركة أوبي باص السويدية – والتي تتخذ من كينيا مقراً رئيسياً لها – حالياً على إطلاق ٥١ حافلة نقل عامة كهربائية في شوارع العاصمة نيروبي لتصبح هي الأولى من نوعها في القارة الأفريقية، وذلك في إطار سعيها نحو محاولة تعميم وسائل نقل نظيفة تعتمد على الكهرباء في الأسواق الصاعدة وخاصة أفريقيا. وفقاً لموقع إليكتريك كارز
وكان اختيار فيليب لوفستروم وفيليب جرادلير ومايكل جانج، مؤسسي الشركة السويدية؛ قد وقع على دولة كينيا لتصبح مقرها الرئيسي نظراً لكونها الدولة الأسرع نمواً بصحراء أفريقيا، علاوة على ذلك، تمتلك هذه الدولة ما يزيد عن 86% من الطاقة المتجددة.
تكنولوجيا سويدية بأيدي أفريقية
وأوبي باص هي شركة خرجت من رحم أحد الأبحاث التي قامت بها أكبر الجامعات الفنية في دولة السويد عام 2017 بهدف تقليل أكبر قدر من عوادم الكربون في العالم، ويعتقد مؤسسو الشركة أنهم يتعين عليهم تركيز مجهوداتهم في إنتاج سلع تتناسب مع المنطقة الأفريقية تحديداً سواء من ناحية السعر أو الجودة، إذ لدى كينيا كم لا بأس به من السيارات الواردة ولهذا تتاح التعديلات الكهربائية بسهولة، وقد أتاحت تقوية الشاسيهات الموجودة لديها سابقاً مضاف إليها التكنولوجيا الكهربائية فرصة أخرى لتقديم أسعار مناسبة للحافلات والشاحنات وغيرها من السيارات الأخرى.
وكانت الشركة قد أسست على ثلاث أقسام كهربائية: قسم أنظمة التعديلات بمرافق وخدمات النقل العام، وقسم يعمل في أول خطوات تصنيع الموتوسيكلات الكهربائية، أما القسم الثالث هو قسم أنظمة الطاقة مثل طاقة مخزون البطارية والطاقة الشمسية والبنية التحتية المولدة للطاقة، وتوظف الشركة الخبرات الأفريقية والأيدي العاملة في أقسام التصميمات والبحث والتطوير.
حافلات نقل وسيارات دفع وموتوسيكلات
وفي إطار تحقيق الشركة لأول وأهم أهدافها وهو تنفيذ التعديلات الكهربائية على سيارات محرك الاحتراق الداخلي الواردة إلى كينيا، فقد وجهت مجهوداتها نحو إدخال التعديلات الكهربائية على حافلات النقل العام حيث تعد أكثر المركبات التي ينطلق منها عوادم الكربون نظراً لتهالك محركاتها، وعدم احتواء معظمها على فلاتر تقلل من هذا العادم، أضف إلى ذلك إلى الضوضاء العارمة التي تصدرها، حيث تعمل الشركة في الوقت الراهن على تعديل عدد 51 حافلة نقل عام تنقل الركاب في نيروبي.
ومن ضمن المشروعات التي تعمل عليها الشركة هو استخدام السيارات الكهربائية في مواقع التعدين والمناجم؛ حيث تبعد المناجم غالباً عن محطات تزويد الوقود مما يعني أنه من السهل تخفيض مصروفات التشغيل إذا ما تزودت السيارات بالطاقة الشمسية فلن تعد هناك حاجة لاستهلاك الوقود ولا حاجة إلى وسائل النقل أو البنية التحتية المخصصة للوصول إليها، كما أنه مع غياب العوادم تنتفي الحاجة إلى أنظمة التهوية باهظة الثمن، وعلى هذا الأساس تقل مصروفات التشغيل عموماً بنسبة تزيد عن 60%.
ولأن طبيعة التضاريس في البلاد تستلزم سيارات ذات عزم شديد حتى تتمكن من الوصول إلى مواقع المناجم وغيرها من طرق؛ فقد أضافت الشركة إلى مشروعاتها السيارات من طراز اللاند كروزر التي صنعت خصيصاً من أجل استعمالها في مجال التعدين، حيث طورت السيارات الكهربائية لتتناسب مع الصحاري الأفريقية كما عدلت سيارة الدفع الرباعي لاند روفر إلى سيارة كهربائية متكاملة.
وبعيداً عن السيارات التي أجرت الشركة تعديلاتها عليها؛ فقد قامت بتطوير الموتوسيكل الكهربائي الذي أنتجته بدءاً من الصفر ليكون هو أيضاً الأول من نوعه في أفريقيا، حيث يكثر استخدام الموتوسيكلات في شوارع كينيا وبالأخص بين فئة الشباب العاملين وهو ما دفع أوبي باص في الوقت الراهن إلى توجيه أول مائة وحدة في التصميمات الداخلية للموتوسيكل كما تقترب كثيراً من بدء تنفيذهم على نطاق واسع.
حلول مناسبة نحو تخزين الطاقة
وبالإضافة إلى تعديل وتصميم السيارات الكهربائية، تهدف أوبي باص إلى تزويد أفريقيا ببنية تحتية نظيفة لتخزين الطاقة حرصاً على دعم العملاء، ويشمل هذا شواحن ونظم تخزين البطارية النموذجية التي تولد الطاقة إما عن طريق الشبكات الكهربائية أو الألواح الشمسية، ويندرج هذا تحت أنظمة نموذجية للمقيمين بمساكن ومستهلكي مرافق تستلزم هذه الأنظمة لتتناسب مع احتياجات الشحن في المستقبل.
وتسعى الشركة إلى تركيز مجهوداتها في الأعوام القادمة نحو التوسع أكثر داخل القارة الأفريقية من خلال بناء مصانع للإنتاج المحلي كخطوة سريعة نحو تطوير استخدام الطاقة المتجددة والمواصلات الخالية من العوادم.