صراع جديد في سوق السيارات بسبب نقص الشرائح الإلكترونية
الشرائح الإلكترونية
بي ام دبليو وكرايسلر وبيجو تحذر من استمرار الأزمة بسبب تداعيات كورونا
ترجمة – مروة مجدي:
في أزمة تعد هي الأشد منذ ثلاثين عاما؛ يواجه سوق السيارات نقصاً حاداً في مورد من أهم الموارد التي تعتمد عليها الصناعة، حيث أدت تداعيات جائحة الكورونا إلى الضعف الشديد في المواد الخام الخاصة بإنتاج معالج الشرائح الإلكترونية.
وتعتمد السيارات بشكل متزايد على المعالجات التي تعرف باسم الشرائح والتي تعد لازمة لأجهزة الكمبيوتر لمساعدة المحركات على استهلاك أفضل للوقود ومعاونة السائقين في الفرملة الطارئة.
الخسارة على الجميع
فحذرت شركات السيارات بما في ذلك بي ام دبليو وكرايسلر وبيجو من أن نقص معالج الشرائح الالكترونية سيظل قائماً على مستوى العالم أثناء عام 2021 وما بعده؛ مما يؤثر على كل من إنتاج ومبيعات السيارات.
فبعد أن اضطرت شركات السيارات العام الماضي إلى إغلاق مصانعها بسبب جائحة كورونا، فهي في الوقت الحالي في حاجة إلى التزاحم مع مجال صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية، ونظراً لعدم امداد السوق للشرائح بشكل جيد فإن شركات السيارات تركز انتاجها في الطرازات الأعلى ربحية، وقد ضمنت هذه الأسعار الأعلى من ذي قبل استمرار أعمالها رغم قلة المبيعات.
وأوضح ريتشارد بالمر – رئيس القطاع المالي لشركة ستيلانتس – أن الشركة التي تبيع نحو 14 ماركة سيارة من بينها فيات وكرايسلر وبيجو؛ لا تنتظر أي جديد فى امداد الشرائح قبل آخر ثلاثة أشهر من العام، مما يعني خسارة الإنتاج بنحو 1.4 مليون سيارة خلال 2021.
وعلى الرغم من أن شركة بي إم دبليو على سبيل المثال تأثرت بسبب نقص الشرائح بشكل أخف وطأة من الشركات الأخرى وذلك نظراً لعلاقاتها القوية مع مورديها، إلا أنها حذرت من نشأة مشاكل أخرى خلال النصف الثاني من هذا العام؛ ”فكلما استمرت معوقات هذه الموارد لوقت أطول كلما زادت احتمالية الوضع المتوتر“؛ هذا ما صرحه نيكولاس بيتر رئيس القطاع المالي لشركة بي إم دبليو، مؤكداً: “نتوقع استمرارية قيود الإنتاج حتى النصف الثاني من هذا العام”. وأضاف أن: “تلك القيود ستؤدى إلى أرقام أضعف في المبيعات”.
أزمة حتى ٢٠٢٢
وأعربت شركات أخرى مثل فورد وتيسلا من أن نقص الشرائح سيؤدى إلى ضعف الإنتاج في المستقبل القريب، فقد أوضح إلون مسك – المدير التنفيذي لشركة تيسلا – في الأسبوع الماضي ”بينما نقوم بتصنيع السيارات بأقصى سرعة متاحة يظل وضع نقص الشرائح العالمي أمر مقلق”.
ومن جانبها أكدت شركة انفينيون تكنولوجيز لصناعة الشرائح على هذا النقص مؤضحة أن الموجة الأخيرة من فيروس كورونا أضعفت إنتاج المواد الخام في قارة آسيا وأن كم الموارد المتاحة انخفضت إلى أدنى مستوى.
وفي رسالة وجهها إلى رجال الاقتصاد؛ أوضح رينارد بلوس – المدير التنفيذي لشركة اينفيون – أن حدود الموارد الصارمة أضرت بتعافي أسواق السيارات على مستوى العالم، وأشار إلى أن السوق سيأخذ وقته لاسترجاع التوازن بين العرض والطلب، وأردف: ”أن الوضع سيستغرق إلى أن يصبح جيدا حتى عام 2022 من وجهة نظرنا”.
وأفادت مجموعة أبحاث أيفو الاقتصادية في ميونخ بألمانيا يوم الثلاثاء أن صناعة السيارات الألمانية ومورديها يواجهون أسوأ نقص في توريد الشرائح واجهوه منذ ثلاثون عام، وأشارت دراستهم أن هذا النقص أضر بنحو 83% من الشركات مقارنة بنسبة 65% في شهر أبريل.
وصرح أوليفر فالك، أحد باحثو إيفو “أن هذا سيؤدى إلى توقف الإنتاج، ذلك لأن نقص الشرائح الالكترونية سيستمر لبعض الوقت”.