الاستراتيجية أصبحت واقعًا

بقلم – محمد أبوالفتوح الرئيس التنفيذى لشركة إيجييت أوتوموتيف صناعة السيارات

بعد صراع دام أكثر من 12 عاماً بين مؤيد ومعارض وبـين مقترحات قابلة للتنفيذ وأخــرى للرفض مـــروراً بعدد كبير من الوزراء خاصة وزراء التجارة والصناعة والمالية جاء يوم الحسم.

فقد أعلن رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى موافقة الرئاسة على استراتيجية صناعة السيارات المصرية ليسجل هذا اليوم الاعتراف الأول خلال السنوات الماضية بملف الـسـيـارات بوجه عـام واستراتيجية السيارات بوجه خاص لنبدأ خطوات تنفيذية جديدة ربما ستعيد خارطة الـطـريـق لهذه  الصناعة وربما ستشهد ضـوابـط جـديـدة جميعها ستصب فى صالح المستهلك وفى صـــالـــح الـصـنـاعـة ككل و صـــالـــح الـدولـة والــتــى ستسهم فـى زيـــادة حجم الصادرات من مستلزمات الإنتاج والسيارات كاملة الصنع وهذا ما تأمل فيه الدولة.

ولـــكـــن قبل أن نسرد تاريـخ و فكرة وما أسـبـاب استراتيجية صناعة السيارات دعونى أوضح بعض الأمور الهامة التى ربما تغيب عن الجميع.

مـــوافـــقـــة رئـــيـــس الجمهورية هـى مـوافـقـة على تطبيق الخطوات التنفيذية إصدار قانون يخص صناعة السيارات.

لابـد من موافقة مجلس النواب عـلـى هـــذا الاقـــتـــراح و تحديدا لجنة الصناعة والتى ينوط لها الموافقة على هـذا الاقـتـراح كما يمكنها إجـــراء أى تعديلات تــراه مناسباً بـلا اتفــاق مع الشركات المصنعة أو بدون الرجوع إليها حسب الاحتياج.

لابد من اجتماع للجنة التشريع لتضع تصورها النهائي للقانون؟

أخيرا عرض القانون على اللجنة العليا للموافقة فـى جلسة علنية أو الرفض كما تراه مناسباً.

كل هـذه الخيارات فى أجــواء غير طبيعية (توقف البرلمان، انتشار وباء،انتخابات برلمانية، إعادة هيكلة القوى االقتصادية العالمية )واضـــح أن الاسـتـراتـيـجـيـة جميلة وصعبة ولكنى متفائل بظهورها فى أقرب وقت حتى ولو كان مع بداية العام الجديد.

ما هي الاستوائية وكيف بدأت؟

 هى عبارة عن مجموعة من الحوافز التي ستقدمها الدولة للشركات المجمعة للسيارات محليا لكي تستطيع المنافسة مع المنتج الكامل المستورد وكذلك تساهم هذه المحفزات فى زيادة حجم الصادرات ســـواء للمنتج الـكـامـل أو مستلزمات الإنتاج وهذا الأمر ليس بالجديد ونحن لا نخترع بل هذا ما قامت به قبلنا عدة دول ونجحت فيه مثل المغرب التي قدمت للمصانع تسهيلات في الحصول على الأراضى، إعفاء ضريبي كامل، تسهيلات فـى التصدير وغيرها مـن المحفزاتالـتـى جعلتها الـيـوم من أقوى البلدان العربية فى مجال تصدير السيارات.

وكــذلــك تـونـس التي دعـمـت الـشـركـات الآن فـى تــوفـيـر خــدمـات لوجستية وضرائب ودعـم المادى والتى ساهمت بـشكل كبير فى قدرتها على تصدير مستلزمات الإنتاج ، وأفـضـل مثال قريب جدا من مـصـر هـى جنوب أفريقيا الـتـى بدأت بتصدير مستلزمات الإنتاج وقدمت تسهيلات غـيـر طبيعية لـ الـشـركـات الام والـتـى أصـبـحـت فــى وقـــت قـصـيـر مــن أهـم الدول الأفريقية فى صناعة السيارات والصناعات المغذية وبالتالي ساهم هذا القطاع الحيوى فى تقدم هذه الدول وتميزها الصناعى. 

 هل نستطيع أن ننافس؟ 

 بالطبع نستطيع ولدينا ما يميزنا عـن غيرنا فالعامل المصرى متميز والموقع ممتاز وغيرها من الامتيازات ولكن الصعب كـان فـى وجــود رسـوم ضريبية عالية وكذلك جمارك على مستلزمات الإنتاج والضرائب العالية جــدا ومــن المنتظر بعد إجـراء هذه الـتـعـديـات و المــتــيــازات أن تحظى الشركات المحلية بفرص إثبات الذات وقدرتها على التنافس مع الشركات أخـــــرى زيـــــادة حـجـم الـــصـــادرات المصرية وبالطبع سيزيد حجم الإنتاج الكمي وبالتالي سيعود على المستهلك المصري بتخفيض أسعار المنتج النهائي كما أتـوقـع أن تتميز مصر بإنتاج الـــبـــاص واملـــيـــكـــروبـــاص الـكـهـربـائـى وتصديرها بكميات للبلدان المجاورة إذ ربما نتميز بشىء ونسبق بخطوة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى