انخفاض مبيعات السيارات فى الصين بشكل كبير
تراجعت مبيعات السيارات في الصين للشهر الخامس على التوالي على أساس سنوي، كما أن إجمالي
المبيعات في 2018 انخفضت للمرة الأولى في نحو عقدين من الزمان.
حيث تشهد الصين تراجعاً ملحوظاً في مبيعات السيارات خلال الفترة الحالية، في إشارة إلى تغيير جذري
في ثقافة المواطنين في دولة تمثل أكبر سوق للمركبات في العالم.
ويعتقد معظم المحللين أن الأسوأ قادم في سوق السيارات في الصين، حيث يرى بنك “جولدمان
ساكس” أن المخزونات عند أعلى مستوى في سنوات كما أن معدلات البيع تراجعت بشكل مستمر
، متوقعاً أن تصبح مبيعات السيارات الصينية أقل في عام 2021 عن مستوياتها في 2017.
ومن العوامل التي تبرر هذا التراجع هي شعور المستهلكين فى الصين بالإحباط بسبب الصدام التجاري
مع الولايات المتحدة، وتشديد شروط الائتمان خاصة بالنسبة للأسر، وهبوط أسعار الأسهم
والعقارات، ونهاية الخفض الضريبي الذي جلب مزيد من الطلب.
ويتم تقديم معظم الأسباب التي تشير إلى تباطؤ المبيعات على أنها عوامل دورية ولكن ماذا لو كان
هناك أكثر من تلك الأسباب وراء هذا التباطؤ؟، وفي الواقع فإن هناك أسباب طويلة الآجل وراء تراجع المبيعات إلى
جانب كونها ظاهرة ليست دورية عابرة.
والسيارات في طليعة التحول الأكبر الذي يتمثل في الاقتصاد التشاركي، فالسيارات تتحول من كونها
سلعة مصنعة تطمح الأسر إلى امتلاكها إلى مجرد خدمة، والصين في طليعة هذا التحول.
ويعد هذا هو السبب في أن العديد من مديري صناديق التحوط اتخذوا مراكز قصيرة (راهنوا على هبوط
أسعار أسهم شركات تصنيع السيارات في الصين)، بما في ذلك شركات محلية أقوى مثل جيلي
أوتوموبيل، وقوانغتشو أوتوموبيل، ودونغفنغ موتور، وتلك التي تمتلك مؤسسات مشتركة بما في ذلك
شركات صناعة السيارات الأمريكية مثل جنرال موتورز، إلى جانب اليابانيتين تويوتا وهوندا.
وعلى سبيل المثال فإن خدمات الركوب التشاركي والسيارات التشاركية هي جزء كبير من السبب وراء
رغبة عدد أقل من الأفراد لشراء المركبات في المناطق الحضرية، على الرغم من أن مستوى الدخل أعلى
بكثير من نظيره داخل الريف، ما يعني أن القدرة على تحمل التكلفة هي أقل قضية يمكن أن تشغل المستهلك.
ولكن بالرغم من ذلك فإن هناك تحولات في الأجيال، ويقول مدير صندوق تحوط في الصين إن كل شيء
يحدث قبل أوانه داخل الصين،”نحن أمة تتميز بتبني الأشياء مبكراً”.
والشباب لديهم ميول للإنفاق أكبر من الادخار عن جيل أباءهم، كما أنهم يبدون رغبة أقل لامتلاك سيارة،
لاسيما وأنهم لا يتمكنون من الكتابة النصية عبر الإنترنت أثناء القيادة.
وفي الوقت نفسه فإن سياسات الحكومة تمثل تأثيراً كبيراً على الطلب، حيث تستهدف تشجيع التحول من السيارات
التي تستهلك الوقود نحو سيارات كهربية، وعلاوة على ذلك فإنه من الناحية العملية فإن كل حكومة محلية صينية
تطمح نحو دعم السيارات الكهربية محلية الصنع.
وبعض صناديق التحوط لديها إيمان قوي بشركة “بي.واي.دي” كبديل لكل من مصنعي السيارات التقليدين في
الصين والمنافسين الدوليين في عالم السيارات الكهربية الجديد مثل تسلا.
وفي العام الماضي زادت مبيعات شركة “بي.تي.دي” 118% كما أنها تحقق أرباحاً، ولكن حتى الآن فإن قيمتها
السوقية 20 مليار دولار، وذلك مقارنة بشركة “تسلا” التي تُسجل خسائر وقيمتها السوقية 58 مليار دولار.
وعندما تدور عجلة الاقتصاد الجديد فإن الشركات مثل “بي.واي.دي” من المحتمل أن تصبح مستقبل السيارات الصينية