السبب وراء إيقاف جنرال موتورز صناعة 6 سيارات سيدان
أعلنت شركة السيارات الأمريكية جنرال موتورز عن إيقافها تصنيع عدد من سيارات سيدان والسيارات الصغيرة التي تنتجها، وتضمن القرار إيقاف عملية الإنتاج في عدد من مصانع جنرال موتورز في الولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية العام القادم ، ليتوقف إنتاج 6 من سيارات جنرال موتورز من فئة السيارات ذات الأربعة أبواب ، وهي سيارات: –
1) بيويك لاكروس
2) شيفروليه امبالا
3) شيفروليه كروز
4) شيفروليه فولت
5) كاديلاك CT6
6) كاديلاك XTS
وكانت شركة فورد قد أعلنت شهر أبريل الماضي أنها ستخفض من نفقاتها التشغيلية بحلول عام 2022 من خلال تخفيض أسطولها من سيارات السيدان بمقدار 80% وقالت الشركة أنها ستوقف إنتاج سيارات توروس وفييستا و فيوجن و فوكس سيدان خلال السنوات القادمة .
كما أوقفت شركة فيات كرايسلر طرازات دودج دارت و كرايسلر 200 عام 2016 وأعلنت مؤخراً أنها ستوقف إنتاج كرايسلر 300 سيدان بعد سنتين من الآن .
وعلى الرغم من محاولة الشركة الأمريكية العملاقة الاحتفاظ بهذه النوعية من السيارات إلا أن انخفاض المبيعات إلى جانب عوامل أخرى سنستعرضها في هذا المقال ، دفعت جنرال موتورز إلى اتخاذ هذه الخطوة الجريئة لتلحق بشقيقاتها فورد وكرايسلر ، فيما تأتي هذه الخطوة ضمن توجه عام طال قطاع صناعة السيارات على مستوى العالم
ووفقاً لإحصائيات النصف الأول من عام 2018 ، شهدت مبيعات سيارات السيدان انخفاضاً كبيراً بمقدار 19% في السوق الأمريكي مقابل ارتفاع بمقدار 10% في مبيعات الشاحنات الخفيفة ومركبات SUV ، وفيما كان المراقبون يتوقعون أن انخفاض مبيعات السيارات العادية لن يتجاوز 30 % في أسوأ الأحوال ، إلا أن بعض المحللين الآن يعتقدون أن الانخفاض قد يتجاوز حاجز 30% بسهولة .
وبالطبع فإن هذا يعني أن على صناع السيارات إجراء التعدبلات اللازمة على أسطولهم من المركبات ليوفروا للزيائن الموديلات والفئات التي يفضلونها ، سواءُ بإيقاف إنتاج بعض الأنواع من سيارات سيدان أو حتى الاستغناء عن هذه الفئة من السيارات تماماً لصالح مركبات SUV و كروس اوفر وبيك اب .
ومن جهتها تخطط شركة فورد لإضافة 5 مركبات SUV جديدة خلال العامين القادمين إلى تشكيلتها من السيارات ، هذا إلى جانب بيك اب رينجر 2019 متوسط الحجم والذي كشفت عنه الشركة بداية العام الحالي في معرض ديترويت للسيارات ، كما أعلنت الشركة بوضوح أنها تريد أن تشكل مبيعات هذه الفئة من مركبات الدفع الرباعي ( بيك أو SUV أو كروس اوفر) 90% من مبيعاتها بحلول عام 2020 .
هذا وينظر بعض المستثمرين إلى شركات صناعة السيارات كشركات تقليدية ويثير بعضهم مخاوف من قدرة هذه الشركات على البقاء في المستقبل لذلك يطالبونها بالتجديد ومواكبة العصر ، والأهم من ذلك تخفيض النفقات !
وبالطبع فإن هذا يعني أن على شركات السيارات إتخاذ قرارات جريئة لإرضاء المستثمرين والاستغناء عن المنتجات التي لا تحقق الربحية ، بغض النظر عن ما قد تحمله هذه المنتجات من قيمة عاطفية لدى بعض الزبائن ، كما أن أيقاف إنتاج هذه السيارات قد يوفر كثيراً من النفقات التشغيلية وكلف التسويق والمبيعات وغيرها، حيث تشير تقديرات شركة جنرال موتورز إلى أنها ستوفر ما يصل إلى 6 مليارات دولار بعد اتخاذها هذ القرار ، بينما أعلنت شركة فورد أنها ستوفر قرابة 25.5 مليار دولار من النفقات التشغيلية على إثر إيقاف إنتاج سيارات سيدان، وبالفعل كان لهذا القرار تأثيراً إيجابياً على أسهم شركة فورد ، والتي ارتفعت بمقدار 2.6 % بعد ساعات من إعلانها إيقاف تصنيع سيارات السيدان .
ولم تعد سيارات السيدان تحقق الأرباح الكافية التي تحتاجها شركات السيارات في تطوير وإنتاج السيارات الكهربائية وأنظمة القيادة الذاتية والتي تشكل مستقبل قطاع النقل في الحقيقة، ولكن مع توفير الأموال التي كانت تستخدم في إنتاج وتطوير سيارات الأربعة أبواب ستستطيع الشركات الآن تأمين التمويل اللازم لهذه العملية المستمرة من البحث والتطوير .
فعلى سبيل المثال بدأت شركة السيارات كرايسلر بتركيز جهودها على طراز باسيفيكا من فئة ميني فان بعد إيقاف تصنيع سيارات سيدان.
حيث تتوفر المركبة التي تتسع لـ6 أشخاص بنسخة هجينة قابلة للشحن طرحتها الشركة العام الماضي في السوق الأمريكية إلى جانب النسخة العادية التي تعمل على الوقود ، فيما أعلنت شركة (وايومي) أنها بدأت باختبار تقنيات القيادة الذاتية على هذه السيارات عام 2016 وأعلنت مؤخراً عن خطط لشراء 62 ألف من سيارات باسيفيكا هايبرد لتعمل في أسطولها من السيارات ذاتية القيادة .
وفي المقابل فقد احتفظت شركة السيارات جنرال موتورز بسيارة بولت الكهربائية والتي تعتمد عليها الشركة لتطوير أنظمة القيادة الذاتية ، وعلى الرغم من أن عملية إنتاج السيارة ما زالت تكلف الشركة الكثير إلا ان جنرال موتورز تتوقع تحقيق ربحية عالية في المستقبل ، قد تبلغ 6000 دولار في السيارة الواحدة .
كما دخلت فورد في مياحثات مؤخراً مع شركة فولكس فاجن بهدف استخدام مصانع فورد في أمريكا مقابل مشاركة الصانع الأمريكي بقاعدتها الهيكلية التي ستعتمد عليها سيارات I.D الكهربائية بالكامل .