تسلا تفقد هيمنتها على السيارات الكهربائية
يخطط صناع السيارات التقليديون لضخ استثمارات ضخمة في إنتاج السيارات الكهربائية مما قد يعرض شركة تسلا، رائدة هذه الصناعة، للخطر.
قد لا يبدو أن تسلا قد تفقد هيمنتها، بعدما باعت نحو 500 ألف سيارة في جميع أنحاء العالم، تمثل حوالي 20 ٪ من جميع المركبات الكهربائية التي تسير على الطرق اليوم ، وفقا لتقديرات نافيجانت للأبحاث، مما حول الشركة في النهاية إلى تحقيق أرباح والوفاء بأهداف إنتاجها، وفي الولايات المتحدة باعت تسلا 250 ألف سيارة، بما يعادل ضعف مبيعات نيسان ليفز، السيارة الكهربائية رقم 2 بأمريكا، و36 ألف من السيارة Chevy Bolt منذ ظهورها قبل عامين.
فولكسفاغن الخطر الأول على تسلا
قال هيربيرت دييس ، المدير التنفيذي لشركة “أوتوموتيف نيوز” مؤخرا إن “فولكس فاجن” تعتزم بناء وبيع 50 مليون سيارة كهربائية بالكامل في السنوات القادمة، وأنها ستتمكن من تسعير سياراتها بأقل من أسعار تسلا المماثلة، من خلال الاستفادة من وفورات الحجم الكبير.
ويبدو أن هذا الهدف الذي وضعته فولكس فاغن قد يستغرق سنوات وربما عقود، وباعت الشركة في العام الماضي 10.7 مليون سيارة ، معظمها كانت تعمل بالغاز أو الديزل.
وأعلنت فولكس فاجن أنها تخطط لطرح تشكيلة واسعة من السيارات الكهربائية بالكامل The Volkswagen I.D، كما تخطط شركات أخرى منها بورشه لإطلاق نماذجها الكهربائية الخاصة.
في الوقت ذاته، رصدت فورد 11 مليار دولار لإعادة تركيز الشركة على منتجات جديدة مثل السيارات ذاتية القيادة والسيارات الكهربائية، بينما تضع جنرال موتورز خططها كذلك.
تسلا تقلل من خطورة المنافسة
من جانبها، قللت تسلا من مخاوف السوق على حصتها في سوق السيارات الكهربائية، واعتبرت أن المنافسة المتزايدة ستساعد على تحقيق هدفها العام المتمثل في نقل السيارات عالميا من الغاز والديزل إلى الكهرباء.
وقال متحدث باسم الشركة: “كل سيارة كهربائية مقنعة على الطريق هي فوز لشركة تيسلا”.
وبحلول عام 2026 ، تتوقع نافيجانت للأبحاث أن تسير 30 مليون سيارة كهربائية تعمل بالبطارية على الطرق في جميع أنحاء العالم ، مقارنة بحوالي 2.6 مليون سيارة حاليا، وهو انتاج ضخم لا يمكن أن تتعامل معه تسلا بمفردها.
وتوقعت نافيجانت بيع 50% من هذه السيارات في منطقة آسيا والمحيط الهادي، ومعظمها في الصين ، حيث بدأت تسلا الآن خططا لبناء مصنعها الآسيوي الأول.
وتوقع سام أبوالسميد ، محلل النقل في شركة نافيجانت للأبحاث، أن تساعد السمعة التي بنتها تسلا في التغلب على طوفان المنافسة الجديدة من شركات السيارات الراسخة، لكنه قال إن فولكس واجنز وجنرال موتورز في العالم تأتيان بتاريخ طويل وحجم كبير في بناء السيارات.
وقال أبو السميد: “إن أحد المجالات التي تتميز بها الشركات التقليدية هي القدرة على العمل مع سلسلة التوريد الخاصة بهم للحصول على مكونات عالية الجودة، وتوريد المواد الخام مثل الليثيوم والكوبالت”.. وتابع قائلا: “لديهم بالفعل مصانع في جميع أنحاء العالم”.
وستدخل تسلا في منافسة غير متكافئة مع شركات السيارات الأكثر ثراء وقادرة على تعبئة موارد مالية ضخمة، فخلال العام الجاري اضطر المدير التنفيذي لشركة تسلا إيلون موسك إلى تجنب المخاوف بشأن أزمة نقدية وشيكة، وهي المخاوف التي تخففت منها الشركة بعدما حققت أهداف الإنتاج من سيارتها طراز 3 سيدان في أكتوبر/تشرين الأول، وقال إن ربحية الشركة ستسمح لها بالوفاء بالتزامات يونها.
وقال أبهاي فادهافكار، مدير التصنيع والهندسة والتكنولوجيا في مركز أبحاث السيارات : “تملك الشركات الأخرى قدراً كبيراً من الاحتياطيات النقدية لحمايتها..ولديها منتجات أخرى ومحفظة أوسع”.
إلا أن سام أبو السميد، محلل النقل في شركة نافيجانت للأبحاث، تطرق إلى أكبر عائق أمام مصنعي السيارات المعتمدين الذين يدفعون بقوة لإنتاج السيارات الكهربائية، التي قد لا تكون مربحة للتجار، الذين يحققون ربحا ضئيلا من بيع السيارات الجديدة، إذ يحققون معظم أرباحهم من مبيعات السيارات المستعملة وخدمة الضمان، بينما يذهب الافتراض بين المتعاملين إلى أن السيارات الكهربائية لن تتطلب الكثير من الخدمات.