17 يوما لن ينساها مؤسس “تسلا”
أراد “إيلون ماسك”، الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع السيارات الكهربائية “تسلا”، المٌدرجة في بورصة “ناسداك”، الابتعاد عن مُسائلة المساهمين في البورصة عن طريق تحويل الشركة إلى مساهمة خاصة، فوضع نفسه في دائرة الضوء.
تصنع تسلا موتورز السيارات الكهربائية من نوع سيدان، كما تقوم ببيع بطاريات ليثيوم أيون لشركات عالمية لاستخدامها في القطارات الكهربائية، وهي مدرجة في.
ووفقًا لتقرير نشره موقع economyplus المتخصص في مجال التحليلات الاقتصادية، قال ماسك يوم الجمعة أنه لن يحول تسلا إلى شركة خاصة، وهو ما يخالف إعلانه في 7 أغسطس بأنه يفكر في اتخاذ هذه الخطوة وأن التمويل الكافي لهذة الخطوة متاح.
وخلال العقد الماضي تمت الإشادة بماسك كأحد أكثر المبدعين في مجال التكنولوجيا، واكتسب ولاء متابعيه بأسلوبه القيادي والمحفز.
أما عن الأعمال التجارية فقد كانت الأسابيع الأخيرة من بين الأكثر تدقيقا في تاريخ تسلا، ففي 7 أغسطس غرد ماسك على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، بأنه سيحول تسلا إلى شركة خاصة مقابل 420 دولارا للسهم، وأنه متأكد من وجود التمويل المناسب لذلك، وارتفع سعر السهم تزامنا مع تصريحاته بواقع 10 % ليبلغ 380 دولارا.
وقال في منشور على مدونة أنه يريد لتسلا أن تبتعد عن إلهاءات سوق الأسهم، وهو ما يتعارض مع ضوابط وول ستريت، حيث تعلن الشركات عن مثل هذه الأمور في منشورات صحفية يتم اختيار توقيتها بعناية.
وفي 8 أغسطس، قالت صحيفة وول ستريت أن المنظمين في لجنة الأوراق المالية حققوا مع الشركة حول تغريدات ماسك، مما قلص من أرباح سهم تسلا في اليوم السابق.
في 10 أغسطس، رُفعت دعوتين قضائيتين ضد تسلا، وايلون ماسك، ووجهت اتهامات بانتهاك قانون الأوراق المالية الفدرالي، كما اتُهم ماسك بأنه يهدف إلى التلاعب بشكل مصطنع في سعر سهم تسلا، مما ألحق ضررا بمتعاملي البيع على المكشوف.
في 13 أغسطس، قال ماسك، أنه كان يشير إلى محادثات أجراها مع صندوق الثروة السيادي السعودي، عندما قال إن التمويل مضمون لتحويل شركته إلى شركة خاصة، وأنه ليس لديه أي شك في إتمام العملية، ولكنه يعمل على إتمام الإجراءات، كما قال إن جولدمان ساكس، وشركة الاستثمار، سيلفر ليك ستقدمان المشورة المالية.
وأثار محللون مخاوف من أن خطة ماسك لإلغاء إدراج تسلا قد تتكلف نحو 24 مليار دولار، بينما تواجه تسلا أزمة سيولة وتتحمل أعباء ديون كثيرة، ومشاكل الإنتاج.
وفي 14 أغسطس، قال مجلس إدارة تسلا أنه سيدرس اقتراح ماسك، ولم يؤيد أعضاء المجلس الخطة، وفي 15 أغسطس، استفسرت هيئة الأوراق المالية والبورصة، من تسلا، بخصوص خطة ماسك لتحويلها إلى شركة خاصة، مما يشير إلى تحول الأمر إلى تحقيق رسمي، وأغلق السهم عند 338 دولار.
في 16 أغسطس، قالت الصحف أنه يجري تحقيق مع تسلا منذ العام الماضي، حول ما إذا كانت الشركة قد خدعت المستثمرين بخصوص المشاكل التي تواجها في إنتاج النموذج 3.
وقد لا تؤدي التحقيقات إلى شئ، لكن هيئة الأوراق المالية لديها السلطة لتغريم أو حظر ماسك، وهبط سهم الشركة إلى 335 دولار.
في 17 أغسطس، تفاعل سوق الأسهم مع مقابلة الرئيس التنفيذي مع نيويورك تايمز، في اليوم السابق والتي أوضحت الخسائر الثقيلة التي تلقتها أعماله، كما أنه يعمل 120 ساعة في الأسبوع ويحتاج إلى عقاقير لينام، وتراجع سهم تسلا إلى 306 دولار خاسرا 17 % من قيمته في 10 أيام.
في 20 أغسطس، خفض محلل في “جي بي مورجان” من توقعاته لسهم تسلا، ورأى أنه سيتراجع إلى 195 دولار بحلول ديسمبر، مقبال توقع سابق بـ 308 دولار.
في 22 أغسطس، بعثت إحدى مساهمي تسلا إلى ماسك تحثه على عدم تحويل الشركة إلى خاصة، وقالت أن سعر السهم سيتراوح بين 700 إلى 4000 دولار للسهم في غضون 5 سنوات، وشكرها ماسك على خطابها.
وفي 24 أغسطس، تحول رأي ماسك بشكل دراماتيكي، ليعلن فشل خطته لتحويل تسلا إلى شركة خاصة، واعترف أن التحول لشركة خاصة أصعب مما كان يعتقد، وقال “كنت أعلم أن عملية التحول ستكون صعبة، لكن يبدو أنها ستكون مستهلكة للوقت ومشتتة أكثر مما توقعت في البداية”.
وأغلق سهم تسلا يوم الجمعة، قبل تصريح ماسك الأخير، عند 323 دولار بارتفاع 6 % على مدار 5 أيام، ولكن بتراجع 15 % عن إغلاق 7 أغسطس.