الصينيون يبحثون نقل تصنيع السيارات إلى جنوب شرق آسيا
يخطط صانعو السيارات فى الصين، لنقل الإنتاج إلى فيتنام وغيرها من الدول ذات التكلفة الأقل فى جنوب شرق آسيا، وسط مخاوف النزاع التجارى المتزايد بين واشنطن وبكين.
يأتى ذلك بعد أن فرضت الإدارة الأمريكية بالفعل رسومًا بنسبة 25% على 50 مليار دولار من منتجات التكنولوجيا العالية والآلات الصناعية، وتقترح واشنطن تطبيق تعريفة بنسبة 10% على 200 مليار دولار إضافية من الصادرات الصينية بما فى ذلك بعض السلع الاستهلاكية مثل الأثاث.
وأعلن أصحاب المصانع فى منطقة التصنيع فى مقاطعة قوانغدونغ، أن التعريفات الحالية وعدم التيقن بشأن إجراءات التجارة الأمريكية فى المستقبل، تدفعهم إلى تسريع خطط تنويع الإنتاج خارج الصين حيث ازدادت وتيرة ارتفاع الأجور خلال العقد الماضي.
وقال جو تشاو، الذى يدير مصنع ملابس للأطفال فى مقاطعة قوانغدونغ: «لا نعتقد أن الحرب التجارية أزمة قصيرة الأجل.. لذلك علينا أن نحلل ما هى الدول الآسيوية جيدة لعملائنا لتعويض خطر الصين».
ورغم أن الملابس والعديد من السلع الاستهلاكية الأخرى بما فى ذلك اللعب، لم تتأثر حتى الآن بالتعريفات إلا أن تجار التجزئة الأمريكيين ومورديهم فى الصين بحاجة إلى العمل على خطط طوارئ قبل موسم الشراء التقليدى فى الخريف لأنه لا يمكن لأحد التنبؤ بسياسة ترامب.
وأوضح جيمى كووك، رئيس اتحاد صناعات هونغ كونغ، أن التحول من الصين إلى جنوب شرق آسيا يجرى بالفعل لمنتجات مثل الإلكترونيات، إلا أن التوترات التجارية ستدفع الشركات إلى إعادة فحص سلاسل الإمدادات الخاصة بها.
ولكن قال المدراء التنفيذيون فى قطاع التصنيع، إن تحويل الإنتاج إلى خارج الصين سيستغرق عدة سنوات من التخطيط مما يقود إلى احتمال حل النزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين، أو أن تقوم إدارة ترامب بتمديد التعريفات الجمركية لبلدان مثل فيتنام على وجه التحديد لوقف هذا النوع من التعريفة.
وقال أنجيلو تشيونغ، وهو مسئول تنفيذى فى شركة «أوياجي» اليابانية للإلكترونيات التى تصنع فى الصين، إن بعض الطلبيات من الولايات المتحدة توقفت بالفعل بسبب عدم اليقين المتزايد.
وأشار جون كاولي، الخبير التجارى فى شركة «بيكر آند ماكينزي» للمحاماة فى هونغ كونغ، إلى أنه من المكلف فتح المصانع فى ولايات قضائية جديدة، وينبغى على المصانع المصدرة إلى الولايات المتحدة أن تلبى مجموعة واسعة من المعايير البيئية والعمالية والجودة ويستغرق الأمر وقتًا لضمان وصول منشآت الإنتاج فى البلدان الجديدة إلى نقطة الصفر.
وهناك تحدٍ آخر يتمثل فى الحاجة إلى تلبية أذواق المستهلكين سريعة التغير، إذ تمتلك المصانع الصينية فى كثير من الأحيان الحافز بسبب عقود من خبرتها وعلاقاتها الطويلة مع تجار التجزئة الأمريكيين.
وقال كاولي، إنه فى الوقت الذى يتعرضون فيه لضغوط ضيقة لن يهرع أصحاب المصانع إلى نقل الإنتاج ولكنهم يدرسون بالفعل التنويع على سبيل المثال للاستفادة من الأجور الأقل بكثير فى بلدان مثل فيتنام.