سيارات القيادة الذاتية.. لا غنى عن العامل البشري
ترجمة- مروة مجدي:
مهما وصل التقدم إلى ذروته لايزال العامل البشري عنصراً لا يمكن إغفاله للتدخل السريع لمواجهة أي طوارئ تواجه السيارة. الأمر الذي أدى بشركات عديدة باختبار سيارات القيادة الذاتية في وجود راكب يراقب ويتدخل وقت اللزوم. كما اتخذتها شركات أخري ذريعة لبناء الثقة. كما انتهزت غيرها من الشركات هذه الفرصة لمزيد من التطوير والبحث عن وسائل الغرض منها استبعاد وجود العامل البشري والاستعاضة عنه. وانتهى الأمر بخضوع الشركات لضرورة وجود العامل البشري بأي شكل بعد وقوع حوادث كثيرة وتجنباً لوقوع المزيد منها.
مؤشرات سيارات القيادة الذاتية ليست بكافية
في كل المجالات وعلى كل الأصعدة لايزال العامل البشري أمراً لابد منه لتشغيل ما يسمى بسيارات القيادة الذاتية. ويلقي هذا الأمر الضوء على المشكلات التي تواجه مجال السيارات ذاتية القيادة وهو مجال يعادل مليارات الدولارات بالنسبة للمستثمرين فيه على مدار العقد الماضي.
وبدأ تشغيل تكنولوجيا القيادة الذاتية خلال العام الماضي. على سبيل المثال بدأت شركتا كروز وبوني اختباراتها على السيارات دون قائد في بعض أنحاء كاليفورنيا. ولازالت تعمل هذه السيارات تحت قيادة العامل البشري.
فقد صرح جيمس بينج المدير التنفيذي لشركة بوني لوكالة رويترز أن “السائق لن يشغل باله بالقيادة ولكنه فعلياً يجلس على مقعد الراكب لأنه يعد بمثابة مؤشر الأمن والسلامة حيث بمقدوره الضغط على الزر الأحمر لإيقاف السيارة إن جد أي طارئ في أثناء القيادة”
وأضاف بينج أنه في غضون العام المقبل سيتم الاستغناء عن هذا العامل حينما بعثت شركة بوني ومن ضمنهم شركة تويوتا سيارات القيادة الذاتية التي انتجتها إلى بعض أنحاء كاليفورنيا. فلدى السيارة مؤشر لازال يعمل على مراقبة السيارات عن بعد وإبداء المساعدة إذا ما طرأت أي مشاكل على السيارات.
سان فرانسسيكو تشهد التشغيل التجريبي لسيارات القيادة الذاتية
وتمتلك شركة جنرال موتورز أغلب أسهم كروز. وقد بدأت تشغيل 5 من هذه السيارات في سان فرانسسيكو ليلاً خلال شهر أكتوبر 2020. حيث يجلس فرد ما على المقعد الأمامي بالسيارة. وفي سياق آخر صرح متحدث رسمي بشركة كروز لوكالة رويترز أن هذا الراكب لديه القدرة على إيقاف السيارة عند أي نقطة أثناء الرحلة.
وبحسب ما أشار متحدث شركة كروز “أن لدى شركة كروز القناعة التامة بأن سباق تطوير سيارات القيادة الذاتية لا يهتم بأمر التكنولوجيا فقط بل يتعداه كثيراً ويهتم بثقة العملاء أيضأ. كما أضاف أن العامل البشري يتدخل ليساعد في تطوير هذه السيارات ويساعد في بناء جسور الثقة مع العملاء.
واستجابت بعض شركات سيارات القيادة الذاتية تحت ضغوط كثير من الصعوبات القانونية والتكنولوجية على وجوب وجود الأفراد المرافقين. وأكد المستثمرون والموظفون التنفيذيون بالشركات الناشئة أن الهدف من ذلك جني الأرباح على المدى القريب.
تيسلا تطلق سوفت وير القيادة الذاتية
وقد أطلقت شركة تيسلا مؤخراً إصداراً جديداً يطلق عليه سوفت وير (القيادة الذاتية الكاملة). وأعلنت الشركة في رسالة خاصة بعثتها للملاك مضمونها أنه يتعين على السائقين التأهب الكامل للتدخل على الفور، وبخاصة بالقرب من الزوايا المظلمة وعند عبور التقاطعات وكذلك أثناء السير في الطرق الضيقة.
وفي سياق متصل، فتح مسئولو السلامة تحقيقاً بشأن نظام القيادة الآلية المساعدة أثر وقوع عدة حوادث.
وأصر المسئولون على وجود العامل البشري بهذه السيارات للتدخل وقت اللزوم.
وأوضحت إدارة مرور ولاية كاليفورنيا في بيان لوكالة رويترز أن قوانين الولاية تنص على “المطالبة بوجود رابط اتصال ثنائي الاتجاه بحيث تتمكن الشركة المصنعة من مواصلة مراقبة وضع وموقع سيارات القيادة الذاتية”.
شركة هالو تلجأ إلى وسيلة المتابعة عن بعد
ولجأت شركات أخرى إلى نظام تشغيل السيارات عن بعد واتخذته وسيلة لمتابعة السيارات أثناء سيرها في الطرق.
وفي سياق آخر، استجابت شركة هالو الناشئة في لاس فيجاس لطلب العملاء هذه السيارات بحيث يشغلها العامل البشري عن بعد من خلال شبكات لاسلكية تشغلها شركة تي موبايل الأمريكية. كما أشار إليوت كاتز، مؤسس شركة فانتوم أوتو للبث المرئي إلى أن مساعدة العامل البشري عن بعد تعد أسو ما ورد في هذا الكون قبل سنوات قليلة مضت. وقد اقترح على كثير من العاملين في مجال تطوير هذه السيارات أداء كل ما يمكن أن يقوم السائق به، لكنه أضاف أن الجميع على علم تام أن الأمر لن يصير بهذا الشكل الوقت الراهن.