قطاع السيارات يترقب المزيد من الصفقات
توقع المحللون أن يشهد العام الجديد 2020 المزيد من صفقات الإندماج والاستحواذ بين كبريات الشركات في قطاع السيارات، وهو أحد أهم القطاعات الصناعية حول العالم، لاسيما بعد أن أكدت المملكة المتدة مؤخرا أن قطاع السيارات سيكون الداعم الرئيسي للاقتصاد البريطاني خلال العام الجاري.
و قد تكون اتفاقية الاندماج بين شركتى «فيات كرايسلر» ومجموعة «بى إس إيه» المالك للسيارة «بيجو»، بمثابة جرس إنذار لما سيحدث فى العام الجديد 2020.
وتوقع المحللون، ظهور حقبة جديدة من صفقات الاندماج فى صناعة السيارات، إذ يواجه المصنعون ارتفاع التكاليف المرتبطة بتطوير السيارات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة.
واقتربت الصناعة، من عمليات الدمج الكبيرة، مع الخوف فى أعقاب النتائج المختلطة من الصفقات السابقة، لاسيما بعد تراجع معدل الطلب في مختلف بلدان العالم مما أثار التوقعات بأن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من عقد الصفقات بين شركات صناعة السيارات ومورديها.
قالت شركة «ديلوجيك» مزود البيانات إن اندماج «فيات كرايسلر» و«بيجو» يشكل أكبر صفقة اندماج واستحواذ فى صناعة السيارات، منذ استحواذ «شايفر» على حصة مسيطرة فى شركة «كونتينتال» لصناعة الإطارات بما فى ذلك الديون.
وتحتل هذه الصفقة، ثانى أكبر الاندماجات فى مجموعة شركات صناعة السيارات منذ إنشاء مجموعة «دايملر كرايسلر» بقيمة 38.6 مليار دولار.
وأوضحت وكالة أنباء «بلومبرج» الأمريكية، أن الاندماج بين «فيات كرايسلر» و«بيجو» سيشكل قوة إقليمية قوية لمنافسة شركة «فولكس فاجن» الألمانية. وتبلغ قيمة سوق الأسهم فيها حوالى 46 مليار دولار متجاوزةً شركة «فورد» الأمريكية.
وستمنح الصفقة لصانع السيارات «بى إس إيه» المالك للسيارة «بيجو»، التواجد فى أمريكا الشمالية. ومن المفترض أن تساعد «فيات» على اكتساب مكانة رائدة فى تطوير تكنولوجيا منخفضة الانبعاثات، إذ تتخلف عن منافسيها منذ فترة طويلة، ومع ذلك، ستظل الشركة، تعتمد اعتمادًا كبيرًا على سوق السيارات المشبع فى أوروبا، ولكنها ستعزز وجودها فى الصين أكبر بلد فى العالم لمبيعات السيارات.
وتوقع غاريت نيلسون، المحلل فى «سى إف آر إيه»، مزيدا من الاندماج بين كبرى شركات صناعة السيارات فى العام الجديد، مع استمرار انخفاض مبيعات السيارات العالمية وهوامش الضغط التعريفية والتكاليف التى تؤثر على الأرباح.
وأضاف نيلسون: «بالفعل.. أقدمت شركات صناعة السيارات، على توسيع شراكاتها منها فورد وفولكس فاجن، للمساعدة فى تقاسم التكلفة الهائلة لمثل هذه البرامج. ونتوقع أن تؤدى ظروف السوق الضعيفة إلى عقد الصفقات الإضافية فى 2020».
كما توقعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى، مزيدا من المشاريع المشتركة بين موردى قطع الغيار بسبب ارتفاع تكاليف التطوير.
وأوضحت الوكالة أيضًا، أن صفقة «فيات كرايسلر» و«بيجو»، والاندماج المخطط لوحدة قطع الغيار التابعة ل شركتى «هيتاشى» و«هوندا»، سيخلقان كيانات أكثر قدرة على المنافسة وربما يزيد الضغط على هوامش الموردين.
وكشفت بيانات شركة «بى دبليو سى»، أن قيمة الصفقات فى صناعة السيارات العالمية تراجعت بنسبة %49 على أساس سنوى إلى 31.7 مليار دولار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2019.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن المستثمرين اتبعوا نهجًا أكثر حذرًا وسط التغييرات التكنولوجية فى هذا القطاع.
وتتوقع شركة «بى دبليو سى» أن تساعد التحالفات الجديدة فى تأجيج الجولة القادمة من عمليات الاندماج والاستحواذ، إذ تتطلع الشركات إلى المشاركة فى عبء تكاليف التطوير والتكيف مع بيئة مبيعات ضعيفة.
وأضافت الشركة : «سواء كان الهدف من مكافحة أو تحديد أهداف الانبعاثات أو توفير مرونة فى التصنيع وسلسلة التوريد لمكافحة نزاعات التجارة السياسية العالمية والإقليمية أو الحماية من ارتفاع تكاليف العمالة، يمكن أن تكون عمليات الاندماج والاستحواذ بمثابة خط دفاع فى هذه الأوقات الصعبة».
واتخذت «بيجو» و«فيات كرايسلر»، الخطوة الأكثر بروزًا نحو التوحد منذ عام 2015.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن دمج «فيات كرايسلر» و«بيجو» سيؤدى إلى إنشاء رابع أكبر شركة لصناعة السيارات من حيث المبيعات، وتبلغ قيمتها السوقية 50 مليار دولار.
أشار نيلسون، إلى أن مبيعات السيارات الأمريكية من المرجح أن تنخفض فى 2020، رغم أنها لا تزال قوية تاريخيا.
وتحدت المبيعات، توقعات المحللين من خلال ارتفاع طفيف بقيمة 17.2 مليون وحدة العام قبل الماضى 2018، فى حين انخفض حجم التداول بنسبة %0.8 خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الماضى 2019.
ومن بين التوقعات الأخرى للعام الجديد 2020، قال نيلسون، إن شركة صناعة سيارات واحدة على الأقل ستخفض الإنفاق على برامج المركبات المستقلة.